مناهضون
تصاعدت التوترات في لبنان على خلفية قرار السلطات منع طائرتين إيرانيتين من الهبوط في مطار بيروت الدولي، في خطوة جاءت استجابة لتحذيرات أمريكية من تهديدات إسرائيلية باستهداف المطار، القرار أثار غضب حزب الله، الذي اعتبره استهدافًا للسيادة اللبنانية، ودفع بمناصريه إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية تحولت إلى أعمال عنف.
وفي ظل هذه المستجدات، برزت مخاوف أمنية بشأن مستقبل المطار، وسط اتهامات إسرائيلية باستخدامه لتهريب الأسلحة، ونفي لبناني قاطع لهذه المزاعم.
التحذير الإسرائيلي والقرار اللبناني:
كشف مصدر أمني لبناني لوكالة “فرانس برس” أن السلطات اللبنانية قررت منع رحلتين لطيران “ماهان” الإيراني، كانتا مقررتين يومي الخميس والجمعة الماضيين، من التوجه إلى بيروت.
جاء القرار عقب تحذير أمريكي نقلته واشنطن إلى بيروت، يفيد بأن إسرائيل ستستهدف المطار إذا ما استقبل الطائرتين القادمتين من طهران.
وأوضح مسؤول أن الأمريكيين أكدوا جدية الجانب الإسرائيلي في تهديداته، وهو ما دفع وزير الأشغال العامة، بالتنسيق مع رئيسي الحكومة والجمهورية، إلى إصدار قرار بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط.
وأشار إلى أن السلطات اللبنانية اتخذت هذا القرار رغم الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة على الطيران الإيراني، بهدف تفادي تعريض المطار لخطر الضربات العسكرية.
موقف الحكومة اللبنانية:
شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على أن سلامة مطار بيروت هي فوق أي اعتبار، مؤكداً أن أمن المسافرين وسلامة اللبنانيين مسألة لا مجال للتهاون فيها.
واعتبر سلام أن القرار جاء في سياق الحفاظ على المصلحة الوطنية والأمن القومي، لا استجابة لضغوط خارجية أو استهدافاً لدولة بعينها.
بدوره، أوضح مصدر مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي أن الرحلتين المؤجلتين تم نقلهما إلى الأسبوع المقبل، دون تحديد الأسباب رسمياً.
ويأتي هذا القرار في أعقاب تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الذي زعم أن فيلق القدس الإيراني وحزب الله يستخدمان المطار المدني كغطاء لتهريب الأموال والأسلحة إلى لبنان، وهو ما نفته السلطات اللبنانية مرارًا.
حزب الله يرفض القرار ويصعد ميدانياً:
رفض حزب الله قرار منع الطائرات الإيرانية من الهبوط، واعتبره خضوعًا للضغوط الإسرائيلية والأمريكية.
ونظم أنصار الحزب تظاهرات حاشدة بالقرب من المطار، احتجاجاً على القرار، تخللتها أعمال عنف وقطع الطرقات المؤدية إلى المطار.
وأكد الحزب في بيان له أن القرار يمثل “تعديًا على السيادة اللبنانية”، محذراً من الانصياع للتحذيرات الإسرائيلية التي تهدف، وفق وصفه، إلى فرض هيمنتها على المشهد اللبناني.
وتزامنت الاحتجاجات مع تعرض موكب تابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لهجوم، ما أسفر عن إصابة اثنين من ضباطها، أحدهما نائب القائد المنتهية ولايته.
ووفق ما أعلنه وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، فقد تم توقيف أكثر من 25 شخصاً على خلفية هذا الاعتداء.