مناهضون
منذ عقود وضعت إيران خططًا استراتيجية تهدف إلى بسط نفوذها في الشرق الأوسط عبر دعم تشكيل حكومات دينية موالية لها، وكان التدخل الإيراني في الانتخابات العراقية عام 2005 نقطة تحول كبرى في هذا المشروع، حيث سعت طهران إلى خلق واقع سياسي جديد يعزز نفوذها الإقليمي، وتحذيرات قادة العراق والأردن آنذاك ألقت الضوء على مخاطر هذا المخطط، الذي يهدد بإحداث تغييرات جذرية في التوازن الجيوسياسي والطائفي في المنطقة.
تفاصيل المخطط الإيراني:
– السيطرة على المشهد السياسي في العراق:
اتهم الرئيس العراقي غازي الياور إيران بالتدخل المباشر في الانتخابات العراقية من خلال تدريب مرشحين موالين لها وتمويل حملاتهم الانتخابية بمبالغ ضخمة، فالهدف كان واضحًا تشكيل حكومة عراقية ذات توجه ديني مشابه للنظام الإيراني.
من جانبه، كشف الملك الأردني عبد الله الثاني عن عبور أكثر من مليون إيراني إلى العراق بهدف المشاركة في الانتخابات تحت إشراف وتشجيع مباشر من الحكومة الإيرانية، مما يهدد بإفساد العملية الديمقراطية لصالح أجندة طهران.
– بناء الهلال الشيعي:
أشار الملك عبد الله إلى مخاطر أوسع تتجاوز العراق، محذرًا من أن الهيمنة الإيرانية ستؤدي إلى إنشاء “هلال شيعي” يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان.
هذا الهلال سيغير التوازن التقليدي بين السنة والشيعة في المنطقة، ويهدد دول الخليج ذات الأغلبية السنية، بما فيها السعودية، التي قد تتأثر بزيادة النفوذ الشيعي.
– أدوات إيران في تنفيذ المخطط:
استخدمت إيران أدوات متعددة لتنفيذ خططها، بما في ذلك توفير الرواتب والخدمات الاجتماعية للعراقيين العاطلين عن العمل لبناء ولاء شعبي، كما قامت بتدريب ميليشيات شيعية عبر الحرس الثوري الإيراني لزعزعة الاستقرار في العراق بعد الانتخابات.
بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت إيران بالمجتمع الشيعي العراقي من خلال الحج إلى المدن المقدسة مثل النجف وكربلاء، ودعم رجال الدين الشيعة المؤثرين الذين يحملون توجهات متعاطفة مع طهران.
– تحذيرات عربية ودولية:
أكد الياور أن تدخل إيران أصبح واضحًا وملموسًا، حيث تشمل أنشطتها الاستخباراتية وتدخلاتها اليومية العديد من المحافظات العراقية، خاصة الجنوبية منها.
دعا الملك عبد الله المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، إلى إدراك خطورة إدخال الدين في السياسة العراقية، محذرًا من تداعيات تشكيل حكومة دينية على استقرار المنطقة بأكملها.
– تحديات مستقبلية:
كان التوجه السياسي للعراق على المحك، حيث أكد المسؤولون العرب ضرورة منع تحول العراق إلى دولة دينية.
وأشار الياور إلى أن كتابة دستور جديد ستكون لحظة حاسمة لتحديد هوية العراق المستقبلية.
أعرب الملك عبد الله عن مخاوفه من أن يؤدي نجاح هذا المخطط إلى صراعات سنية-شيعية تمتد خارج حدود العراق، مما يعمق الانقسامات الطائفية في المنطقة.