مناهضون
لطالما كانت إيران، في سياق تاريخها السياسي والعسكري، على مرمى حجر من الجدل بسبب ممارساتها المتعلقة بحقوق الإنسان، ولا سيما في ما يخص استغلال الأطفال، ففي السنوات الأخيرة، برزت تقارير جديدة تؤكد أن النظام الإيراني قد بدأ في استخدام الأطفال والمراهقين في عمليات عسكرية وأمنية متنوعة، بدءاً من جبهات القتال في الشرق الأوسط وصولاً إلى تنفيذ هجمات في قلب أوروبا.
استغلال الأطفال في الحروب الإقليمية:
اعتمدت إيران على تجنيد الأطفال والمراهقين في الصراعات العسكرية، لا سيما في حروبها بالوكالة في الشرق الأوسط. ففي حربها مع العراق في الثمانينيات، كانت إيران واحدة من أولى الدول التي استخدمت “الباسيج” (وهي ميليشيات من المتطوعين، بما في ذلك الأطفال) في جبهات القتال.
وكان هؤلاء الأطفال يُستخدمون في مهام خطيرة، بدءاً من تنظيف حقول الألغام وصولاً إلى القتال في الصفوف الأمامية، في مشهد يعكس استغلالاً صارخاً لأضعف الفئات المجتمعية.
وفي السنوات التي تلت ذلك، استمرت إيران في استغلال الأطفال في النزاعات المختلفة التي دعمتها، بما في ذلك في سوريا واليمن.
حيث يُستَخدم الأطفال إما كجنود على الأرض أو في عمليات ترويجية وأيديولوجية تهدف إلى نشر أجندتها في مناطق النزاع.
ومع تطور التكنولوجيا، بدأت إيران في استخدام الأطفال ليس فقط على الأرض، ولكن أيضاً كجزء من حملات الإعلام والتحريض على الإنترنت.
استغلال الأطفال في الهجمات ضد أهداف إسرائيلية في أوروبا:
في وقت لاحق، بدأ النظام الإيراني في استغلال الأطفال والمراهقين لتنفيذ هجمات ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أوروبا.
ووفقاً لتقارير أمنية، أصبح من الواضح أن طهران تقوم بتجنيد أطفال ومراهقين، بعضهم لا يتجاوز عمره 14 عامًا، لتنفيذ هجمات على مؤسسات إسرائيلية في دول مثل السويد والنرويج والدنمارك.
وفي أكتوبر من العام 2024، تعرض مكتب شركة “إلبت سيستمز” الإسرائيلية في غوتنبرغ السويدية لإطلاق نار، مما أثار تساؤلات حول تورط مراهقين في هذا الهجوم.
وكشفت الشرطة السويدية عن توقيف مراهق في الخامسة عشرة من عمره بتهمة محاولة اغتيال، وهو ما يعكس مدى استغلال طهران للأطفال في عمليات إرهابية في أوروبا.
كما تم العثور على أطفال كانوا يخططون لهجوم على السفارة الإسرائيلية في بروكسل، ما يعكس تحولاً خطيراً في سياسة النظام الإيراني.
استخدام شبكات إجرامية لتجنيد الأطفال:
لقد تبين أن إيران، في إطار توسيع نطاق استغلالها للأطفال، تتعاون مع عصابات إجرامية دولية تستخدم الأطفال والمراهقين لتنفيذ عمليات العنف.
ففي العديد من الحالات، يتم تجنيد هؤلاء الأطفال دون أن يدركوا أنهم يعملون لصالح جهة أجنبية، مما يجعلهم بمنأى عن المسؤولية القانونية في العديد من الدول الأوروبية.
وفي السويد، على سبيل المثال، يمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا أن يفلتوا من الملاحقة القانونية، وهو ما يجعلهم هدفاً سهلاً للتجنيد من قبل هذه الشبكات الإجرامية.