مناهضون

في ليلة دامية، نفذ الحرس الثوري الإيراني التابع لسلطات الاحتلال حملة قمعية موسعة في مدينة معشور، ما أسفر عن مقتل قرابة 200 أحوازي، الأمر الذي حرك الجهات الخارجية للتنديد بأسلوب السلطات القمي في مواجهة المتظاهرين العزل.

الحكاية بدأت عندما سيطر أهالي معشور في منتصف نوفمبر الماضي، على معظم أرجاء المدينة وضواحيها، بعد مواجهات مع قوات الأمن، كما أغلقوا الطريق الرئيسية المؤدية إليها، وذلك بعد أن اندلاع الاحتجاحات الأخيرة تجاه السلطات الإيرانية.

ولكن، في يوم 18 نوفمبر، أرسل نظام الملالي، قوات الحرس الثوري إلى المدينة لسحق التمرد المدني، وعندما وصل الحرس الثوري، إلى مدخل ضاحية شهرك شمران، التي تسكنها عائلات محدودة الدخل، بدأ عناصره بإطلاق الرصاص دون سابق إنذار على عشرات المحتجين، الذين كانوا يغلقون تقاطع طرق، ما أدى إلى مقتل العديد منهم على الفور.

وعندما فر المتظاهرون باتجاه المدينة، لاحقتهم عناصر الحرس وطوقوهم، ثم فتحت عليهم النيران، ما أدى إلى استشهاد قرابة 200 شخص، وبعد ذلك حمل الحرس الثوري الجثث في شاحنات ونقلت خارج المدينة، فيما نقل السكان الجرحى إلى المستشفيات.

ووصف رواد السوشيال ميديا عبر تويتر الواقعة بـ”مجزرة معشور”، لا سيما أن تلك المدينة كانت إحدى المناطق المهمة والحافلة بالأحداث في الاحتجاجات التي اندلعت 15 نوفمبر المنصرم، ردا على غلاء أسعار البنزين بموجب قرار رسمي.

إحصائيات أولية.. 100 شهيد على الأقل
وفي هذا السياق، قال براين هوك، الممثل الخاص للولايات المتحدة بشأن إيران، إن الحرس الثوري الإيراني قتل 100 شخص على الأقل بنيران الأسلحة الرشاشة بمعشور، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة حصلت على مقاطع مصورة لهذا الحادث في مدينة معشور.

السلمية مقابل السلاح.. مجزرة بكل المقاييس
وتحت عنوان: “في إيران مستنقعات الموت”، أشارت مجلة “لوبوان” الفرنسية إلى أن المذبحة التي وقعت في المدينة ذات الأغلبية العربية بجنوب إيران قتل فيها قرابة 200 متظاهر من المدنيين العزل.

وعن شكل المعركة التي دارات بين الحرس والمتظاهرين السلميين، أضافت لوبوان أنه: “في مذبحة معشور لجأ المتظاهرون الإيرانيون الذين لاحقتهم السلطات إلى ملجأ قبل أن يحاصرهم ويصفيهم عناصر من مليشيا الحرس الثوري”.

واستكملت إن المتظاهرين الذين تمكنوا من العثور على ملجأ في منطقة المستنقعات القريبة، تم إطلاق النار عليهم من بندقية “إيه كيه-47″، في حين أنهم كانوا سلميين وعزل من السلاح.

ولفتت “لوبوان” إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية كشفت النقاب عن إطلاق الحرس الثوري الإيراني النار على المتظاهرين بعد محاصرتهم داخل مستنقع، وإمطارهم بوابل من الذخيرة الحية دون سابق إنذار.

19 لـ26 عامًا.. أعمار الشهداء بالمجزرة
ومن جانب آخر، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أعمار الشهداء الذين وقعوا في تلك المجزرة، فلفتت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات واجهت قمعا غير مسبوق من نظام طهران الذي فتح النار على إيرانيين عزّل تتراوح أعمارهم بين 19 و26 عاما، ويعاني غالبيتهم من البطالة أو انخفاض الدخل، حسب شهود عيان.

وهنا قال أحد السكان، وهو خريج جامعي عاطل عن العمل، يبلغ من العمر 24 عاما، إن النظام الإيراني قتل أقرب أصدقائه خلال عملية القتل الجماعي التي حدثت في المدينة، مشيرًا أيضًا إلى مقتل ابن عمه البالغ من العمر 32 عاما في هذه المجزرة.

وأضاف أن الجثامين أعيدت إلى العائلات بعد 5 أيام، بعد التوقيع على تعهد بعدم تنظيمات جنازات أو سرادقات عزاء، أو الحديث لوسائل الإعلام.

منطقتين استهدفتهم.. دليل على نية القتل
وقدمت الصحيفة، دليلا قوي على نية الحرس في قتل المتظاهرين، وذلك باستهداف مناطق تؤدي إلى الموت، وليس استهداف مناطق من أجل تفرقة المتظاهرين وحسب.

وعن شهود عيان، نقلت نيويورك تايمز أن الإصابات التي وصلت إلى المستشفى كانت بطلقات نارية في الرأس والصدر، وعلقت ممرضة إن قوات الأمن الإيرانية المتمركزة في المستشفى، اعتقلت بعض المحتجين الجرحى بعد أن استقرت أوضاعهم الصحية، مشيرة إلى أن بعض أقارب المرضى أخرجوهم من المستشفى خوفا من اعتقالهم.