مناهضون
كانت مهسا أميني الشغلة التي أضاءت غضب الإيرانيين ليقوموا باحتجاجات ضد الملالي وحكومته، بسبب مقتلها على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية في منتصف سبتمبر الماضي.
قام المتظاهرون بالاحتجاجات في الشوارع، وكتابة الشعارات على الجدران، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وتشويه صور المسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي ليكون تأثير أكثر ديمومة، وأن محو الشعارات يتطلب طاقة إضافية من القوى القمعية، وظهرت مقاطع فيديو للمواطنين وهم يرددون الشعارات بشكل متزايد من النوافذ وأسطح المنازل.
وقامت العديد من النساء بخلع الحجاب وقص الأخريات شعرهن في عدد من الأماكن العامة، في أكثر من 40 مدينة، حيث تنال هذه التظاهرات دعم كبير من دول العالم ومن رياضيين وفنانيين، ووحدت التظاهرات هذه المرة جماعات، وتجاوزت الانتقسامات الموجودة داخل إيران.
كما نظم طلاب جامعة جمران، مسيرة داخل الحرم الجامعي دعماً للاحتجاجات التي شهدتها البلاد، ورددوا عبارات تعبر عن سلميتهم وعن مطالبهم قائلين: لسنا مثيري شغب، نحن نقوم بالاحتجاج، وانضم عدد من أساتذة الجامعات إلى الطلاب، وقدم أساتذة الجامعات استقالتهم دعماً للاحتجاجات الشعبية ورفضا للقمع ضد المحتجين، وتوقف أخرون عن التدريس دعماً للإضراب الطلابي.
ولكن قطعت السلطات الإيرانية الإنترنت بشكل متعمد وقمعت المتظاهرين، في عدد من المدن كما سيطرت عليها، واعتقال عدد من الشباب الجامعي اللذين خرجوا للتظاهر والإعتراض على ما حدث لمهسا أميني.
كما قام بحجب العديد من محركات البحث والمواقع الإلكترونية، مثل جوجل، داك داك جو، بينج، لمحاوتهم السيطرة على التظاهرات ومنع وصولها إلى العالم.
وتم اعتقال فائزة هاشمي، الناشطة السياسية وابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، في طهران، التي كانت انتقدت النظام الإيراني بشكل غير مسبوق ودعت إلى إطاحته خلال محاضرات القتها في تطبيق كلوب هاوس.
وقامت القوات الأمنية الإيرانية باطلاق الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما انتشر فيديو لمجموعة من قوات الأمن الإيرانية وهي تهاجم سيدة في شيراز، وتنهال عليها ضرباً بالعصي والهروات.
وفي هذا الوقت خرجت أنباء عن تدهور صحة خامنئي، وذلك منذ اندلاع التظاهرات وسوء الموقف، ويتفق الموقف الآن على اختيار من يخلف خامنئي، ولكن التزم خامنئي الصمت بشأن الاحتجاجات التي تقوم ضده.
كما تعتبر الاحتجاجات هي تمرد وطني صريح بقيادة فتيات ضد الأجداد الذين حكموا البلاد منذ 4 عقود، ويجب أن تغير إلى الأبد الطريقة التي يتفاعل بها العالم مع السلطات الإيرانية.
وقتل وجرح العشرات في الاضطرابات. وقالت مصادر إن 19 قتلوا وأصيب 20 بينهم قوات الأمن في زاهدان، بينا قدر آخرين عدد القتلى 36 و 50 جريحا.
وسارت حشود الساعات الماضية في مدينة سنندج شمال غربي إقليم كردستان، وفي مشهد الواقعة في الشمال الشرقي، رافعين قبضتهم وهم يهتفون “الموت للديكتاتور”.