مناهضون
تشهد إيران موجه من الاحتجاجات والتظاهرات القوية لأول مرة دون الخوف من النظام، منذ ما يقرب من الأسبوعين، بسبب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية، والتي اشغلت شُعلة الغضب في قلوب الإيرانيين ودفعتهم للاحتجاجات.
قام الإيرانيين بالخروج في جميع شوارع ومحافظات إيران، واستخدموا أساليب جديدة هذه المرة ككتابة الشعارات على الجداران، والهتاف ضد الملالي، وشعارات الموت لخامنئي، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وتشوية صور المسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي.
وقامت النساء بالمشاركة الجيدة في هذه الاحتجاجات بكثافة، وقام البعض منهم بخلع الحجاب احتجاجاً على ما حدث وما سيحدث فيهم في هذه البلاد من ظلم وقهر واعتداءات دائمة.
والغرض من هذه الاحتجاجات مرتبط بعض الشئ بالجانب الديني، فمن غير المتوقع أن يخضع النظام لهذه التظاهرات، لأنهم لن يقوموا بإلغاء فرض الحجاب على النساء، ولكن ستكون هناك تغيرات في تعامل شرطة الأخلاق في التعامل مع النساء مثلاً، فالنظام لا يخضع كثيراً للضغوط الدولية إذا تعلق الأمر بالضوابط الدينية والعقائدية.
ولكن الاحتجاجات الإيرانية هذه المرة كبيرة، ومختلفة عن تظاهرات 2019 أو 2008 في الأسباب، وفي الأعداد وانتشارها في جميع أنحاء وشوارع إيران، واتحاد جميع أظياق الشعب الإيراني على غرض واحد.
لهذا يحاول النظام السيطرة على الاحتجاجات وإخمادها بالقوة و سيلجأ النظام لأساليب بديلة وقوات الشرطة والجيش النظامي والحرس الثوري للسيطرة وتشويه المتظاهرين.
حيث قطعت السلطات الإيرانية الإنترنت بشكل متعمد وقمعت المتظاهرين، في عدد من المدن كما سيطرت عليها، واعتقال عدد من الشباب الجامعي اللذين خرجوا للتظاهر والإعتراض على ما حدث لمهسا أميني.
وحجبت العديد من محركات البحث والمواقع الإلكترونية، مثل جوجل، داك داك جو، بينج، لمحاوتهم السيطرة على التظاهرات ومنع وصولها إلى العالم.
وفي تهديد للمتظاهرين من وزير الداخلية الإيراني قال أنه يتوقع أن يتعامل النظام القضائي مع قادة الشغب والجناة بطريقة سريعة وقانونية، كما استدعت السلطات الإيرانية السفير البريطاني، لمحاسبته على تغطية التظاهرات في البلاد بواسطة قنوات فارسية.
كما أوقفت السلطات الإيرانية حوالي 450 متظاهراً في شمال إيران بعدما أوقفت 700 من قبل.
والجدير بالذكر أن الفتاة الكردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، أتت في زيارة مع عائلتها إلى طهران لزيارتة أقاربها، ولكن قامت شرطة الأخلاق باعتقالها بحجة أن لبسها حجاباً غير لائق، وأنهم سيأخذونها لإحضارها دورة أخلاقية وإرشادية، وسيتم إطلاق سراحها بعد ساعة فقط.
ودخلت الفتاة في غيبوبة بسبب تلقيها ضربات عنيفه على رأسها من قوات الأمن الإيرانية، بعدما كانت تمسك رأسها وتصرخ بصوت عالي عندما خرجت من سيارة الشرطة، وقالت لها حارسة في مخفر الشرطة إنه سيُطلق سراحها قريباً، لكنها لم تسكت عن الصراخ.
وقال أهالي الفتاة أن ابنتهم كانت سليمة، وأن النظام قام بفبركة مقطع فيديو لها وهي تسقط متأثرةبأزمة قلبية كاذبة، وأكد أهالي الفتاة أنهم رأوا كدمات على رأسها، أكدتها صورة مسرّبة للفتاة المصابة برضوض وجروح والمغمي عليها على سرير المستشفى، و أنها تلقت 10 أو 11 ضربة على رأسها، وتم تشييع جثمان الفتاة في مسقط رأسها بكردستان في إيران، وسط حزن وغضب من الأهالي.