مناهضون
نهج واحد يُمارسه الاحتلال الإيراني وأذرعه في المنطقة العربية عبر تنفيذ مخطط الهيمنة على الثروات حتى طالت الأهوار والأنهار ونقل المياه إلى العمق الإيراني.
وأدى العبث الإيراني بالانهر الأحوازية إلى جفاف الأنهار حتى أصبحت الأوضاع تميل للخطورة في الإقليم المحتل من قبل الاحتلال الفارسي، وخاصة في ظل زيادة درجات الحرارة والتي جعلت الأمور أكثر سوءًا
ولا تزال المدن الأحوازية تشهد طوابير من أجل شراء المياه، في ظل تقاعس سلطات الاحتلال في توفير المياه، وهو ما يُزيد حالة الغضب وقد يُنذر بموجات احتجاجية جديدة داخل الأحواز، وذلك في ظل ندرة الثروة الحيوانية وانحسار الغطاء النباتي ما سيؤدي لاحقًا إلى وخطر التصحر الذي بدأت تتسع رقعته داخل الأحواز.
وأُدرجت الأهوار العراقية على قائمة التراث العالمي الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة والتربية “اليونسكو” عام 2016، وتقع جنوب السهل الرسوبي العراقي، وتقدر مساحتها بين 9 آلاف و 20 ألف كيلومتر مربع، تشهد الأهوار حالة من الجفاف الذي يضرب معظمها، حيث اختفت مساحة كبيرة من الماء على الحدود الواقعة مع إيران، وتحولت إلى أرض جافة، يسافر سكانها على الأقدام في البحيرات بسبب عدم تواجد المياه، كما هاجر العديد من سكانها لأماكن أخرى.
فإيران لم تترك العراق إلا وتحدث بها فوضى وخراب حيث أغقت نهري الكرخة والكارون الذين يعدوا أهم مصادر مياه الأهوار بالعراق، كما أن التغذية الرئيسية لهور الحويزة من حانب إيران، ولكنهم قاموا بقطع النهر تماماً عن العراق من حوالي أكثر من سنه.
وفي منتصف 2022 ذهب وفد رفيع المستوى إلى طهران للتفاوض حول أزمة المياه، وكانت اتفاقية 1975 في مقدمة أولويات الوفد العراقي، التي كانت تنص على تقاسم مياه شط العرب بين العراق وإيران، ولكن منذ حوالي أكثر من 5 سنوات، قامت إيران بتغيير مجرى الأنهر لصالحها، وبنت سدود في أجزاء من شط العرب لحرمان العراق من مصادر المياه.
ويذكر أن وزارة الموارد المائية طلبت إعادة التفاوض حول مستقبل المياه بين العراق وإيران، لإلزام إيران بتقاسم مياه شط العرب، ووضع حدود قانونية بهدف حل الخلاف المائي بين الطرفين، ولكن إيران ماطلت في مرات عديدة، وتهربت من التوقيع على الاتفاقيات، فزادت أزمة المياه في العراق.
ويعتبر مراقبون أن غياب الأمطار خلال السنوات الأخيرة أدي لجفاف المياه ولكن هذا السبب يأتي بعد قيام إيران بإغلاق الأنهار عن العراق، ففي المدة بين 2020 و 2022، انخفض مستوى المياة في الأهوار بنسبة 41%، وجفت المسطحات المائية بنسبة 46%، وفي يوليو الماضي، حذرت منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة، أن الأهوار أفقر مناطق العراق وأكثر المناطق هناك تضرراً من نقص المياه وتغيير المناخ.
وقام نشطاء عراقيون بإطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “أنقذوا أهوار العراق”، بسبب حالة الجفاف الشديدة التي تضرب الاهور وتهجير العديد من الأسر وخسارة المواشي والنباتات الزراعية.
والجدير بالذكر أن الأهوار العراقية، تستمد مياهها الأساسية من نهري دجلة والفرات، وتمتد في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والمثنّى ومناطق حدودية مع إيران جنوبي وجنوب شرقي البلاد، كما تعيش حولها العديد من الأسر العراقية، وتقوم بالزراعة وصيد السمك وتربية المواشي.