مناهضون
في خطوةٍ جديدة تعكس سياسة القمع الممنهجة ضدّ أبناء الشعب العربي في الأحواز، نفّذت سلطات النظام الإيراني فجر السبت 4 أكتوبر 2025 حكم الإعدام سرّاً بستة أسرى سياسيين عرب في سجن سبيدار بمدينة الأحواز العاصمة، من دون إشعارٍ مسبق لعائلاتهم.
المعدومون هم: علي مجدم، محمد رضا مقدم، معين خنفري، حبيب دريس، عدنان غبيشاوي، وسالم موسوي. وقد أُبلغت عائلاتهم هاتفياً من قبل مخابرات النظام بعد تنفيذ الأحكام، في خرقٍ واضحٍ للقوانين والمواثيق الدولية التي تُلزم بإبلاغ ذوي المحكومين قبل 48 ساعة على الأقل من التنفيذ.
وبحسب مصادر، استدعت الأجهزة الأمنية عائلات الشهداء وعدداً من وجهاء القبائل إلى مقارّ الاستخبارات، وهدّدتهم بالاعتقال في حال إقامة أيّ مراسم عزاء أو تأبين في المساجد أو القاعات العامة. كما أصدرت أوامر بمنع استخدام مكبّرات الصوت لتلاوة القرآن أو أداء الشعائر الدينية، في محاولةٍ لإسكات أيّ مظهرٍ من مظاهر الحزن الجماعي.
وأكد أحد أفراد العائلات أنّ الأحكام استندت إلى “اعترافاتٍ انتُزعت تحت التعذيب”، دون تقديم أيّ دليل مادي أو شاهدٍ موثوق، مشيراً إلى أنّ السلطات عرضت على الأهالي مقاطع مصوّرة مزعومة لأنشطة ضدّ النظام لا يظهر فيها أيّ من المعتقلين.
وقال شقيق أحد المعدومين إنّ أخاه اتّصل بالعائلة قبل يومين فقط من الإعدام، وطلب مبلغاً بسيطاً لشراء حاجيات من متجر السجن، من دون أن يُبلّغ بأيّ شيء عن قرب تنفيذ الحكم، ما يثبت أنّ الإعدامات جرت بشكلٍ مفاجئ وسريّ تام.
العائلات، التي تعرّضت منذ الاعتقال وحتى اليوم لسلسلةٍ من التهديدات والمضايقات، لا تزال تجهل مكان دفن أبنائها بعد رفض السلطات تسليم الجثامين، في انتهاكٍ صارخٍ للأعراف الدينية والإنسانية.
انتهاكات موثّقة في القضية:
1. تنفيذ الإعدام سرّاً من دون إبلاغ مسبق للمحامين أو العائلات.
2. عدم تسليم الجثامين وإخفاء أماكن الدفن.
3. منع إقامة العزاء والتأبين في المساجد والقاعات العامة.
4. تهديد العائلات ومنعها من التواصل مع وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية.
وكان الشهداء الستّة قد اعتُقلوا بين أواخر عام 2018 وبداية 2019، وصدر الحكم بحقّهم من القاضي “أديبي مهر” في الفرع الرابع لمحكمة الثورة في الأحواز، قبل أن تؤيّده المحكمة العليا.
إنّ حرمان العائلات من معرفة أماكن دفن أبنائها ومنعها من الحداد العلني، يُعدّ جريمة إنسانية تضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي يمارسها النظام الإيراني بحقّ العرب في #الأحواز، في تحدٍّ صارخٍ للقوانين الدولية ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية.