بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوٓا۟ إِلَيْهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَـٰهِدُوا۟ فِى سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
صدق الله العظيم
[المائدة: ﴿٣٥﴾]
يا جماهير شعبنا الأبي في الأحواز المحتلة والمهجر
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
تطل علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا ويسعدنا أن نحيي معكم الذكرى الرابعة لانطلاقة حركتكم المكافحة “حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز” المناضلة في سبيل الحريّة من الاحتلال الفارسي البغيض التي انطلقت شرارتها الأولى في يوم 30 من شهر أكتوبر عام 2019م، وشكلت نقطة تحول في تاريخ النضال الأحوازي، فكانت هذه الانطلاقة ايذانا بتزخيم العمل المقاوم ضد الاحتلال الفارسي “إيران” وأدواته الإرهابية في الأحواز والمنطقة العربية.
تمر علينا اليوم ذكرى تأسيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز في وقت حرج تواجه فيه أمتنا المخاطر الوجودية والتحديات الكبرى على كافة الأصعدة، وفي وقت نتأكد على أرض الصراع صوابية نهج المقاومة والجهاد والفداء والاستشهاد، طريقا وحيدا لانتصار شعبنا الأحوازي الأعزل وتحرير الأحواز من براثن الاحتلال الإيراني البغيض، إيماناً منا أن النضال السياسي لا يبلغ هدف الاصلاح وبناء دولة محصنة، ما لم يكن مرتكزاً إلى بنية منظمة وقوية، لها قضية كبرى، وتحمل مشروعاً انقاذياً لخلاص الأمة.
يا جماهير شعبنا الباسل
إن حركتكم المكافحة حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، إيماناً منها بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها وتحقيقاً لأهداف قضيتنا الأحوازية العادلة، تعمل بكل قوة في المنفى والداخل الأحوازي علي الصعيد الإعلامي والسياسي والعسكري بالرغم من تعاظم التحديات إلا انها متجهة نحو خطة نهوض وطني لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الأحوازية وشعبنا الأحوازي الأبي، وسعيا إلى التوحد الذي يمثل اليوم ضرورة تاريخية ومبدئية وحتى اخلاقية في معركة التحرير والاستقلال لقد قامت حركتكم المباركة على قواعد وثوابت التحرير والاستقلال المعلنة من قبل كل فصائل المقاومة وعلى رأس تلك الثوابت دوام المقاومة وتوسيعها وتصعيد اداتها حتى التحرير الشامل والعميق للوطن مهما طال الزمن وغلت التضحيات مستلهمة مبادئ وقيم العروبة والإسلام.
يا أبطالنا المقاومين المرابطين على ثغور الأحواز
إننا نحيي الذكرى الرابعة لانطلاقة حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز متزامنة مع اشتداد المؤامرة على الحركة و اتهامات تورطها بالإرهاب من قبل النظام الإيراني الذي طبق الظلم والبطش على شعبنا الأحوازي وتأمر مع قوى الشر والظلام لأجل الحفاظ على حكمه والبقاء اكبر فترة في ظلمه وجبروته، والذي يسعى الى تصفية الحركة و القضية الأحوازية وتجاوز الحقوق الثابتة لشعبنا، في ظل استمرار دولة الاحتلال الفارسية “إيران” تلفيق تهم الإرهاب ضد الحركة ومنتسبيها، وملاحقة قيادات الحركة في دول المنفى في محاولة يائسة لتحريف بوصلة الحركة، أو عبر محاولات الترويض والتدجين والاحتواء السياسي التي فشلت في ثني الحركة عن التمسك بمبادئها وحقوق شعبنا وثوابت قضيتنا.
ومن موقع الاعتزاز بالدور السياسي والعسكري والاعلامي الذي نؤديه في حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز لمواجهة أعدائنا الإيرانيون وارهابهم، نحث شعبنا على مواجهة دولة الاحتلال الإيرانية لكبح جماح سياساتها الإمبريالية وإرهابها في منطقتنا العربية، والوقوف أمام الأخطار المحدقة من كل حدب وصوب من الفدرالية الى مشاريع التفتيت والتقسيم ورسم الخرائط الجديدة لأقطارنا العربية ومنطقتنا والعالم، التي تهدد وجودنا القومي والحضاري والإنساني.
يا ابناء أمتنا الإسلامية الغالية
ونحن نستذكر انطلاق حركتنا المقاومة تخوض امتنا معركة مفصلية تقودها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم وننتهز هذه اللحظة لنعبر عن عظيم دعمنا وتضامننا مع المقاومة الفلسطينية وأهلنا في غزة البطولة ونحن وإياكم في خندق واحد في الدفاع عن الأمة وتحررها من سيطرة الاحتلال، ونشد على يد المقاومة في فلسطين لمواصلة توجيه الضربات في عمق الكيان المهزوم حتى تحقيق النصر الكامل، ونحن و إياكم على طول الخط لتحرير كل ذرة تراب عربية واسلامية من دنس الاحتلال بكل اشكاله واسمائه, كما ونحث احرار امتنا العربية في جميع اقطارها لنصرة المقاومة الفلسطينية والنزول الى الساحات والميادين والمرابطة الدائمة فيها دعما للمقاومة ونصرة لمسرى رسول الله.
كما إننا في حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز العربية نؤكد على حق الشعب السوري والعراقي واليمني واللبناني مقاومة الاحتلال الايراني والروسي والامريكي ونعرب عن مؤازرتنا لهم لردع العدو ومواصلة طريق المقاومة حتى تحقيق التحرير لكامل التراب العربي وتحقيق السيادة العربية الوطنية.
لقد عملت وتعمل حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز جاهدة في كل المواقع التي تتبوأها على أن تكون إلى جانب الأمتين العربية والإسلامية لترعى مصالحهم وتتلمس قضاياهم ومشاكلهم على أرض الواقع، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق كل ما يصب في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، بالرغم ما تتعرض له حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز من حملة هستيرية وهجمة شرسة من قبل دولة الاحتلال الفارسية وادواتها الإرهابية في المنطقة العربية.
يا جماهير أمتنا العربية المناضلة
إن تاريخ الأمم والشعوب يمتلك ذاكرة حية منصفة، فثمة من خلدهم التاريخ لحسن صنيعهم وثمة من لعنهم التاريخ لسوء فعالهم، وما بين الخلود واللعنة ذات المسافة بين الثرى والثريا، فإن الأعداء قد اجتمعوا على امتنا واليوم نحن بأمس الحاجة للوحدة ورص الصفوف ومناصرة امتنا ونبذ الخلافات والاجتماع على رأي مقاوم للاحتلال وعملاءه والتصدي لكافة المشاريع التدميرية للعدوان الخارجي، وإن مشروع نصرة الأمة يبدأ من نصرة المقاومة الفلسطينية البطلة ودعمها بكل الاشكال وبكافة الفعاليات المقاومة ليكتمل مشروعنا العربي المقاوم للاحتلال والانطلاق نحو آفاق التحرر الكاملة من قيود الاحتلال بكل اشكالها، فمن الأحواز إلى غزة دم واحد ومصير مشترك في مواجهة أعداء الأمة.
وإن حركتنا التي انطلقت من رحم مقاومة شعبنا الأحوازي العربي تؤكد على رفضها لكل اشكال الاحتلال كما وندعم حق شعبنا بالمقاومة والتحرير والاستقلال ورفض كل اشكال الظلم والتآمر العالمي الذي تقوده الصهيونية وحلفاءها وإيران ومحورها الاحتلالي واننا نؤكد على ضرورة مقاومة مشروع ايران والصهيونية فكلاهما مشروع يهدف لتدمير الأمة والاستفراد بشعبها للإجهاز عليه، ونحث شعبنا العربي وكافة ابناء امتنا الإسلامية على النفير دعما لمعركة طوفان الاقصى المباركة بكل الطرق فهي أول خطوة في طريق التحرير الشامل لأمتنا.
يا أحرار العالم
إن حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز تؤكد على تمسكها بالمقاومة كخيار استراتيجي ونؤكد على تمسكنا بالسلاح وإبقاء الأصابع على الزناد حتى رحيل الاحتلال عن ارضنا وانجاز اهدافنا وحقوقنا الوطنية ورفع الظلم عن شعبنا وبناء دولة الأحواز العربية بكامل السيادة الوطنية الأحوازية، فلقد كانت ومازالت وستبقى خيارات الحركة واضحة على الدوام بتبنيها خط المقاومة ودعمه وتأييده وحق المقاومة في تحرير الأرض من منطلق رفض الاحتلال كليًا بالتوازي مع سعيها الدائم ومنذ بداية انطلاقتها في عام 2019م، دفاعاً عن الأرض والحقوق إلى يومنا هذا، فالأحواز مازالت محتلة واللاجئون مازالوا مشردين والاسرى في السجون والاستيطان مازال يلتهم الأرض، فلكل وطن رجال تناضل وبنادق تحمي وعيون تحرس في سبيل الله لنصرة الوطن وحماية شعبه وماءه وترابه، وعلى هذا الأساس نؤكد للاحتلال الإيراني البغيض إننا لن نترك الساح ولن نلقي السلاح.
في الختام
يسرنا نحن في حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، بمناسبة مرور الذكرى الرابعة على تأسيسها أن نجدد لشعبنا الأحوازي وأمتنا العربية والإسلامية الغالية العهد بما عاهدنا الله عليه بالمضي قدما بالنضال نحو التحرر من الاحتلال الإيراني البغيض واستعادة الحقوق السليبة، وسنبقى ملتزمين بمنهج النضال والكفاح في كل الميادين الوطنية والعربية والدولية نؤكد على حقوق شعبنا وأمتينا، ننتزعها وننتزع معها حريتنا، ونتصدى لكل المؤامرات والمشاريع التصفوية ونقف في وجهها صفا واحدا أقسى من الجلمود، مؤكدين عزمنا وإصرارنا على مواصلة النضال حتى تحرير الأرض والإنسان الأحوازي من براثن الاحتلال الفارسي البغيض واسترجاع الأرض والسيادة الأحوازية.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
تحية إجلال وإكبار لثوارنا الأبطال المرابطين على ثغور الأحواز
الحرية لأسرانا البواسل الصامدين خلف قضبان الاحتلال
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
عاشت الأحواز حرة عربية أبيّة
حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز
١٥ من شهر ربيع الثاني عام ١٤٤٥ هـ
٣٠ / أكتوبر / ٢٠٢٣ م