مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

كيف تستمر شعلة التظاهرات داخل إيران؟

مناهضون

 

يوماً بعد يوم تزداد غضب الإيرانيين ويزداد معهم الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام الإيراني بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية في سبتمبر الماضي.

خرج الإيرانيين في جميع شوارع ومحافظات إيران، واستخدموا أساليب جديدة هذه المرة ككتابة الشعارات على الجداران، والهتاف ضد الملالي، وشعارات الموت لخامنئي، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وتشوية صور المسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي.

وكان النساء دور فعال في هذه الاحتجاجات بالمشاركة بكثافة، وقام البعض منهم بخلع الحجاب احتجاجاً على ما حدث وما سيحدث فيهم في هذه البلاد من ظلم وقهر واعتداءات دائمة.

ويعتبر الغرض من هذه الاحتجاجات مرتبط بعض الشئ بالجانب الديني، فمن غير المتوقع أن يخضع النظام لهذه التظاهرات، لأنهم لن يقوموا بإلغاء فرض الحجاب على النساء، ولكن ستكون هناك تغيرات في تعامل شرطة الأخلاق في التعامل مع النساء مثلاً، فالنظام لا يخضع كثيراً للضغوط الدولية إذا تعلق الأمر بالضوابط الدينية والعقائدية.

ولم تشتعل التظاهرات في إيران ومدنها فقط بل في عدة دول ففي العاصمة الأفغانية خرجت تظاهرات بعشرات النساء في تظاهرة أمام السفارة الإيرانية للتضامن مع الاحتجاجات بطهران وهتفن نساء، حياة، حرية.

أما في العراق، قامت العراقيات برفع شعارات منددة بإيران، وسكوت حكومة بلادهن على تمددها في البلاد، وموافقتها على سياسة الحجاب القسري في المدارس العراقية.

وفي سوريا، وخاصةً في مناطق التي تسيطر عليها الأكراد شمال سوريا، نظمت النساء وخرجوا بمظاهرة نسائية قصت فيها النساء شعورهن وأحرقن الحجاب تضامناً مع المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني، وحملن لافتات تندد بالنتهاكات الإيرانية وتتحدث عن التضامن مع ثورة النساء في إيران ضد النظام.

وفي روما، سار حوالى ألف شخص على قرع الطبول، وطالبوا في المسيرة بالعدالة لمهسا أميني وجميع ضحايا العنف الوحشي والأعمى للسلطات، فضلاً عن حرية الاختيار لأخواتنا الإيرانيات.

أما طوكيو، رفع المتظاهرون صورة مهسا أميني ولافتات كتب عليها لن نتوقف إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن.

ونظم طلاب جامعة جمران، مسيرة داخل الحرم الجامعي دعماً للاحتجاجات التي شهدتها البلاد، ورددوا عبارات تعبر عن سلميتهم وعن مطالبهم قائلين: لسنا مثيري شغب، نحن نقوم بالاحتجاج، وانضم عدد من أساتذة الجامعات إلى الطلاب، وقدم أساتذة الجامعات استقالتهم دعماً للاحتجاجات الشعبية ورفضا للقمع ضد المحتجين، وتوقف أخرون عن التدريس دعماً للإضراب الطلابي.

وفرضت الولايات المتحدة، عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران، واتهمتها بالإساءة للنساء واستخدام العنف ضدهن، وحمّلتها مسؤولية وفاة مهسا أميني، التي فارقت الحياة في حجز للشرطة، الأسبوع الماضي، وأدت وفاتها إلى اندلاع احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.

كما اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية شرطة الأخلاق بانتهاك حقوق المتظاهرين السلميين، وأكدت إنها فرضت عقوبات على سبعة من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في إيران، ومن بينهم قائد القوات البرية بالجيش الإيراني.

وأعلنت منظمة العفو الدولية أن السلطات الإيرانية تحاول تنفيذ خطة لقمع الاحتجاجات بشكل منهجي وبأي ثمن، كما استخدامت القوات الإيرانية للقوة المميتة والأسلحة النارية في مواجهة التظاهرات.

وأكدت إيران أن حوالي 60 شخصاً قتلوا منذ بدء المظاهرات، في حين تشير منظمة إيران هيومن رايتس إلى مقتل ما لا يقل عن 150 شخصاً، بالإضافة إلى توقيف قرابة 20 صحافياً وأكثر مئات المتظاهرين.

والجدير بالذكر أن الفتاة الكردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، أتت في زيارة مع عائلتها إلى طهران لزيارتة أقاربها، ولكن قامت شرطة الأخلاق باعتقالها بحجة أن لبسها حجاباً غير لائق، وأنهم سيأخذونها لإحضارها دورة أخلاقية وإرشادية، وسيتم إطلاق سراحها بعد ساعة فقط.

ودخلت الفتاة في غيبوبة بسبب تلقيها ضربات عنيفه على رأسها من قوات الأمن الإيرانية، بعدما كانت تمسك رأسها وتصرخ بصوت عالي عندما خرجت من سيارة الشرطة، وقالت لها حارسة في مخفر الشرطة إنه سيُطلق سراحها قريباً، لكنها لم تسكت عن الصراخ.

وقال أهالي الفتاة أن ابنتهم كانت سليمة، وأن النظام قام بفبركة مقطع فيديو لها وهي تسقط متأثرةبأزمة قلبية كاذبة، وأكد أهالي الفتاة أنهم رأوا كدمات على رأسها، أكدتها صورة مسرّبة للفتاة المصابة برضوض وجروح والمغمي عليها على سرير المستشفى، و أنها تلقت 10 أو 11 ضربة على رأسها، وتم تشييع جثمان الفتاة في مسقط رأسها بكردستان في إيران، وسط حزن وغضب من الأهالي.

مشاركة المقال

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *