لليوم الثالث عشر على التوالي، تتواصل احتجاجات الشعب العربي الأحوازي المناهضة للنظام الإيراني المحتل، والتي تتوسع وتتعاظم يومًا بعد الآخر حتى إشعارًا آخر.
وكعادة النظام الفارسي المحتل واجه المطالب المشروعة للشعب العربي الأحوازي، بالعنف والقمع مطلقًا الرصاص الحي في صدور المحتجين العُزَل، ما نتج عنه استشهاد أكثر من 15 شخص، وإصابة أكثر من 300 متظاهر.
فمنذ بداية الاحتجاجات حول النظام المحتل إقليم الأحواز العربي، إلى ثكنة عسكرية، فنشر الآلاف من القوات الخاصة وقوات الحرس الثوري مدججين بالأسلحة ومدعومين بمئات المدرعات التابعة للجيش والشرطة، لقمع الشعب المتظاهر الذي يسعى لنيل أبسط حقوقه المشروعة.
وشنت قوات الاحتلال حملات اعتقال عشوائية طالت الآلاف من أبناء الأحواز، بمختلف أطيافهم سواء رجالا أو شبابًا أو أطفالًا أو حتى من النساء، مع استمرار قطع خدمات الاتصالات والانترنت.
وبالرغم من القمع والقهر الفارسي، تتواصل الاحتجاجات في أغلب مدن ومناطق الإقليم العربي، على رأسها الأحواز والفلاحية، ومعشور، والخفاجیة، بطريقة مبعثرة، مع التركيز على الأحياء.
وفي المقابل تستمر موجة الاعتقالات ضد النشطاء المدنيين والشباب المحتجين في الإقليم، خاصة بمدن الأحواز والخفاجية والحميدية والفلاحية ومعشور والجراحي والشوش والمحمرة إيذة، على الرغم من إعلان مسؤولين في النظام الإيراني، صدور أمر الإفراج لمعظم المعتقلين.
وأفاد أهالي المعتقلين ومنهم أطفالا ومراهقين، أنه لم يتم تزويدهم بأية معلومات بشأن أماكن وجود أبنائهم، وفي كثير من الحالات رفض المسؤولون القضائيون والأمنيون تأكيد اعتقالهم، أو معرفة أوضاعهم.
وأرسل النظام المحتل وحدات القوات الخاصة “الأكثر فتكًا في طهران”، بأوامر مشددة وتكليفات بالقضاء على الحراك العربي الأحوازي، وقمع موجة الاحتجاجات ضد سياسة تحويل مجرى الأنهار.
وأقدمت القوات الخاصة للنظام المحتل مدعومة بعناصر من قوات القناصة، بقمع الشعب الأحوازي، عن طريق استخدام الرصاص الحي وإطلاق النار والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
كما انتشرت المدرعات العسكرية المصفحة المجهزة بكاميرات، ونظام تشويش على الاتصالات، وتحليل للبيانات، وخراطيم مياه، وأجهزة لرش الروائح الكريهة والألوان ضد المتظاهرين، والإنذار الصوتي.
وكشفت مصادر للمكتب الإعلامي لحركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، عن أن 3 وحدات خاصة؛ بينها القوات “الأشرس في طهران”، تقمع انتفاضة الأحواز.
وقالت المصادر ، إن وحدة القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية؛ “نوبو” تقود عمليات القوات الخاصة التي وصلت الأحد الماضي إلى الأحواز قبل أن تباشر مواجهة الاحتجاجات في مدن عربية عدة.
وبحسب المصدر؛ فإن “وحدة المساندة والدعم 201″، التي توصف بالكتيبة “الأكثر فتكاً” ضد الاحتجاجات، تقوم بمهام إلى جانب قوات “نوبو”، في مدينة الخفاجية غرب الأحواز.
وباشرت هذه الكتيبة أمس حملتها بعد ساعات من انتشارها في المدينة التي شكلت بؤرة الاحتجاجات، وكانت هذه الكتيبة عادت للقيام بحملة أمنية أوسع الثلاثاء، بعد توقف محدود الاثنين الماضي جراء الانتقادات الواسعة.
وعبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، عن قلقها إزاء الوفيات والإصابات وعمليات الاحتجاز واسعة النطاق خلال الأيام السبعة الماضية في الأحواز، المحافظة التي يشكل العرب أغلبية سكانها البالغ عددهم 5 ملايين، بحسب تقرير الأمم المتحدة.
يُذكر أن انتفاضة الأحواز مستمرة ضد سلطات الاحتلال الإيراني بسبب سياساته التي أدت إلى دعم دولي وعربي لانتفاضة أهالي الإقليم المحتل.