مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

تقرير: حصارًا جغرافيًا يُسقط إيران.. الشعوب المحتلة تنضم إلى انتفاضة الأحواز

الاحتجاجات الجماهيرية تتواصل وتتوسع ضد سياسات الاحتلال الإيراني، خاصة بين شعوب المناطق المحتلة التي تسعى لنيل حريتها، ما يؤكد وجود أزمة هوية في نظام الملالي الفارسي.

ولم يعرف التاريخ القديم ولا الحديث دولة إسمها “إيران” بجغرافيتها السياسيّة الحالية التي قامت على احتلال عدة أقاليم لدول وشعوب غير فارسية لها كياناتها وتاريخها وهويتها.

ولم تعترف تلك الشعوب الغير فارسية في المنطقة بالجغرافيا السياسية لإيران الحالية، ولا شك أن عدم الإعتراف هذا يعد قنبلة موقوتة مؤهلة للإنفجار في أي وقت.

وقامت الدولة الإيرانية الحالية على أنقاض دول وكيانات لا علاقة لها بالدولة الفارسيّة، والتي راحت ضحية أطماع إيران في التوسع والاستعمار والاحتلال.

ومن بين هذه الكيانات “دولة الأحواز العربية” (عربستان)، “بلوشستان” (آذربايجان)، “كردستان” و”تركمنستان” (تركمن صحرا).

ويحاصر الاحتلال الإيراني أبناء تلك الشعوب ويفرض عليهم طوقا أمنيا محاولا منعهم من التواصل مع العالم الخارجي، إلا أن الواقع الجغرافي للأقاليم المحتلة، يفرض طوقا جغرافيا على الدولة الفارسية فتحاصرها إذا حان الوقت.

_ “الأحواز” في الجنوب والجنوب الغربي على امتداد الساحل الشمالي والشرقي للخليج العربي.

_ “بلوشستان” في الشرق ولها عمقها في باكستان وأفغانستان وتطل على بحر عُمان الحيوي.

_ “تركمنستان” في الشمال الشرقي وتمتد حتى بحر قزوين.

_ “آذربايجان الجنوبية” في الشمال والشمال الغربي وتتمتع بعمق إستراتيجي في جمهورية آذربايجان المستقلة من الاتحاد السوفييتي وتحد بحر قزوين.

_ “كُردستان” تقع غرب فارس ولها امتدادها الجغرافي شمالي العراق وتركيا وسوريا.

وتشكل هذه الشعوب غالبية سكان ما تسمى بدولة إيران حاليا، إذ تتجاوز نسبتها 75 % من إجمالي السكان، إلا أن جميع السلطات تُختزل في الأقلية الفارسية، ويُمنع على أبناء الشعوب الأخرى اِحتلال المناصب العُليا في البلاد.

وقنبلة الشعوب غير الفارسية تكمن في رفضها القاطع للسياسات العنصرية للدولة الفارسية التي صادرت جميع حقوقها الأساسية فحرمت عليها الدراسة بلغاتها لمحو هويتها وطمس معالمها، مثلما تمنع على الأحوازيين مثلا تسمية مواليدهم بأسماء عربية وتفرض عليهم التسميات الفارسية.

فضلا عن سياسات التهجير القسري والجماعي للسكان بعد نهب أراضيهم لصالح المستوطنين الفرس، واتباع المحتل الإيراني سياسة تجفيف الأنهار والبحيرات في الأقاليم غير الفارسية لإجبار ملايين السكان على الهجرة القسرية.

ففي “بلوشستان”، جففت إيران بحيرة “هامون” ضمن مخطط لتهجير 3 مليون مواطن بلوشي، مثلما جففت بحيرة “أوروميّة” في “آذربايجان”، وكذلك هي الحال بالنسبة إلى “كردستان” و”الأحواز” التي تشهد أكبر عملية سرقة لمياه الأنهار بعد تحريفها تجاه العمق الإيراني وتلويث ما تبقى منها بإغراقها بالنفايات ومخلفات مصانع البتروكيمياويات.

ويعتمد الاقتصاد الإيراني بنسبة 92% على نفط وغاز الأحواز، فهي تؤمن 10% من احتياطي النفط العالمي، وتؤمن نحو 15% من الغاز في العالم.

وبعد هذا العرض الجغرافي والتاريخي، نستعرض الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة لشعوب تلك المناطق التي تسعى للحرية من الاحتلال الإيراني.

 

“شرارة الاحتجاجات من الأحواز”

 

 

يُعد إقليم الأحواز العربي العمود الفقري لإيران، كونه يحتوي على 85% من النفط الإيراني، ويضم أحد أكبر أنهار إيران وهو نهر الكارون، كما أنه يمثل الإطلالة الإيرانية الوحيدة على الخليج العربي، إلى جانب اشتهاره بالعديد من الموانئ الاستراتيجية، إضافة إلى أن المفاعل النووي بوشهر يقع في ذات المنطقة العربية.

وما يجري في الأحواز يمثل نتاج سنوات من سوء الإدارة المائية والبيئية، ونتاج سياسات التهميش التي مارسها النظام المحتل ضد الإقليم العربي الذي تم دمجه قسراً في كيان الدولة الفارسية.

وقد اندلعت شرارة الاحتجاجات من إقليم الأحواز الذي يقطنه أكثر من 12 مليون شخص عربي، قبل 13 يومًا، ثم طالت بقية الأقاليم المحتلة كشعوب الأكراد وأذربيجان.

وتؤكد هتافات الإيرانيين بـ”الموت للدكتاتور” والتضامن الواسع في مناطق الأذريين الأتراك والعرب والأكراد، مع مطالب الأحوازيين نقمة شعبية كبيرة وتفكك بات واضحاً في الهوية الجامعة لإيران عبر ترسيخ نظام ولاية الفقيه.

وجاء انضمام الاذريين والأكراد القاطنين في منطقة أذربيجان الجنوبية ومنطقة كردستان، للتذكير بوجود 5 شعوب داخل إيران تطالب بالاستقلال عنها وهم العرب والأكراد والآذريين الأتراك والبلوش والتُركمان.

 

 

 

“الأكراد ينضمون للاحتجاجات”

 

 

يبلغ عدد الأكراد نحو 10% من مجموع سكان إيران البالغ عددهم قرابة 85 مليون نسمة، وتعاني مناطقهم من الجوع والفقر، جراء إهمال النظام الإيراني المحتل.

ونظم الشعب الكردي المحتل من إيران احتجاجات واسعة، في مختلف مدن الإقليم، اعتراضًا على سياسات النظام الفارسي وشح المياه والكهرباء وانعدام الخدمات العامة، وأيضًا دعمًا لثورة العطش في الأحواز.

وقامت قوات الاحتلال الإيراني باعتقال المئات من الشعب الكردي المحتج، خاصة في مدينة “مهدية” التابعة لمحافظة كرمنشاه الكردية الواقعة غربي البلاد، والذين اغلقوا الشوارع المؤدية للمدينة احتجاجًا على أوضاعهم المعيشية السيئة.

وحوَلت قوات الاحتلال الإيرانية المدينة الكردية إلى ثكنة عسكرية، وذلك لقمع الاحتجاجات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وكذلك باستخدام القنابل المسيلة للدموع.

كما شنت حملة اعتقالات طالت المئات من المتظاهرين وقادتهم إلى أماكن مجهولة، كما قامت الأجهزة الأمنية بتفتيش منازل مواطنين وهدمت منازل عدد منهم بشكل كامل.

كما خرجت احتجاجات شعبية في مدينة “بانه” التابعة لمحافظة كردستان غرب إيران، على خلفية مقتل عمال بمهنة العتالة وإصابة آخرين بجروح، نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل قوات الاحتلال.

وتجمع المحتجين تجمعوا مكتب حاكم المدينة وتعرضوا لهجوم عنيف من قبل القوات الأمنية، ما أسفر عن سقوط قتيلاً وأصابة 12 آخرين بجروح.

 

 

“شعب أذربيجان يُكمل مسيرة الاحتجاجات”

 

 

حصلت انتفاضة الأحواز على دعم جديد، إذ خرج المئات من الأتراك الأذريين في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غرب إيران، لمساندة احتجاجات الأحواز، وجابوا الشوارع في بمظاهرات حاشدة حاصرتها قوات الاحتلال.

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي عددا كبيرا من المتظاهرين الأذربيجانيين يهتفون في شوارع تبريز بشعارات مثل «أذربيجان تدعم الأحواز» و«أذربيجان، الأحواز.. اتحاد، اتحاد». كما خرج العشرات في مدينة بجنورد، بمحافظة خراسان للتضامن مع احتجاجات الأحواز.

وبداية من السبت الماضي، شهدت مدينة “تبريز” عاصمة مُحافظة أذربيجان الشرقية، خروج الأهالي في احتجاجات شعبية واسعة جراء سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وقامت قوات الاحتلال الإيراني بقمع التظاهرات باستخدام العنف المطلق، واعتقلت العشرات من المحتجين، وقطعت شبكات الاتصالات والانترنت عن الإقليم.

 

مشاركة المقال

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *