مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

الاحتلال وطمس الهوية العربية في الأحواز

مناهضون

 

 

يتميز الأحواز بأغلبيته العربية وثرائه الطبيعي، خاصة في مجال النفط والغاز والمياه، فضلًا عن موقعه الاستراتيجي المطل على الخليج العربي، ومنذ ضمّه إلى إيران في عشرينيات القرن الماضي، تعرّض لسلسلة من السياسات التي يمكن وصفها بكونها محاولة ممنهجة لطمس الهوية العربية وإعادة تشكيل النسيج الديموغرافي والثقافي والاجتماعي للسكان.

 

 

ـ الخلفية التاريخية:

في عام 1925، أُسقط حكم الشيخ خزعل الكعبي، آخر أمير عربي في الأحواز، ليبدأ ضم الأحواز إلى الدولة المركزية الإيرانية.

منذ ذلك التاريخ، اتبعت سلطات الاحتلال الإيراني نهجًا يقوم على المركزة القومية ومحاولة دمج العرب قسرًا في الهوية الفارسية.

وشهدت المنطقة انتفاضات متكررة أبرزها انتفاضة 1979، واحتجاجات 2005 و2011، وصولًا إلى احتجاجات 2019 و2021 التي تركزت حول قضايا المياه والتمييز الاقتصادي.

 

 

ـ آليات طمس الهوية العربية:

التغيير الديموغرافي:

سياسات استقدام مستوطنين غير عرب إلى الأحواز.

مصادرة أراضي الفلاحين العرب لصالح مشاريع زراعية أو صناعية يديرها غير العرب.

تهجير غير مباشر من خلال حرمان السكان من الخدمات الأساسية وفرص العمل.

 

قمع اللغة والثقافة:

فرض اللغة الفارسية لغةً وحيدة في التعليم والإدارة والإعلام.

حظر تدريس اللغة العربية كلغة أم داخل المدارس، والاكتفاء بتدريسها كلغة أجنبية ثانوية.

تهميش الأدب والفنون والموروث العربي ومنع أي ممارسات ثقافية جماعية ذات طابع قومي.

 

سياسات التسمية والرموز:

تغيير أسماء المدن والقرى العربية إلى أسماء فارسية.

إزالة الرموز العربية من الفضاء العام، واستبدالها برموز قومية فارسية.

 

استغلال الموارد وتهميش السكان:

الأحواز يعدّ أغنى منطقة نفطية وغازية في إيران، لكن عوائد موارده لا تعود إلى سكانه العرب.

معدلات البطالة والفقر في الأحواز أعلى من المعدل الوطني الإيراني.

مشاريع نقل المياه من أنهار الأحواز (كارون والكرخة) إلى أقاليم فارسية أخرى، ما تسبب بجفاف الأراضي الزراعية وتفاقم أزمة الغبار والتصحر.

 

 

ـ القمع السياسي والحقوقي:

الاعتقالات المتكررة بحق النشطاء العرب، وصدور أحكام إعدام بحق بعضهم بتهم «الانفصال» أو «الإرهاب».

منع تشكيل أحزاب أو جمعيات ثقافية عربية مستقلة.

استخدام القوة المفرطة ضد الاحتجاجات الشعبية، مثلما حدث في مظاهرات 2005 و2019.

تقارير منظمات حقوقية (العفو الدولية – هيومن رايتس ووتش) وثّقت انتهاكات واسعة النطاق، شملت التعذيب والإخفاء القسري والمحاكمات الجائرة.

 

 

ـ المقاومة وحفظ الهوية:

رغم كل السياسات، تمكّن المجتمع العربي الأحوازي من الحفاظ على عناصر هويته عبر:

استمرار استخدام اللغة العربية في الحياة اليومية والمناسبات الدينية والاجتماعية.

الشعر الشعبي والغناء التراثي كوسيلة مقاومة ثقافية.

الحركات الطلابية والشبابية التي تطالب بالاعتراف بالحقوق الثقافية والسياسية.

الاحتجاجات المتكررة التي تُظهر رفض المجتمع لسياسات الطمس والتهميش.

 

 

ـ الآثار بعيدة المدى:

1. اللغة والهوية: تراجع نسبة إتقان اللغة العربية لدى الأجيال الجديدة بسبب سياسات التعليم، ما يهدد استمرارية الهوية.

2. النسيج الاجتماعي: تفكك البنى القبلية والعائلية نتيجة التهجير والتغيير الديموغرافي.

3. التوتر المستمر: استمرار حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي، ما يجعل الإقليم بؤرة قابلة للاشتعال في أي لحظة.

4. فقدان الثقة بالدولة: ترسّخ شعور التمييز والاغتراب لدى الأحوازيين تجاه النظام المركزي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *