مناهضون
يشهد الأحواز أزمة صحية غير مسبوقة، تتمثل في نقص حاد للأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية، ما يفاقم معاناة السكان ويهدد حياة آلاف المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
وتشير الأرقام الميدانية والتقارير المحلية إلى أن هذه الأزمة ليست مجرد نقص طبيعي في الموارد، بل قد تكون جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى تهميش الأحوازيين وإضعاف مقاومتهم الثقافية والاجتماعية.
تاريخيًا، عانى سكان الأحواز من التمييز والإهمال في مختلف القطاعات، ويبدو أن الأزمة الحالية ما هي إلا استمرار لاستراتيجية التهميش، حيث يصبح نقص الأدوية أداة ضغط سياسي وإنساني ضد السكان المحليين.
|◄واقع الأزمة الطبية
المستشفيات والمراكز الصحية في الأحواز تواجه نقصًا شبه كامل في الأدوية الأساسية، بما في ذلك:
أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والكلى.
أدوية الأطفال والرضع، بما فيها أدوية التغذية والعلاجات الحيوية.
المستلزمات الطبية الحرجة مثل المحاليل والأدوية الطارئة للإنعاش.
هذا النقص أدى إلى تسجيل حالات وفاة يمكن تجنبها لو توفرت الأدوية، إلى جانب ارتفاع الأسعار في السوق السوداء، مما يضاعف معاناة السكان ويفرض عليهم اختيارات صعبة بين العلاج الغذائي والعلاج الطبي.
|◄الأسباب المحتملة للأزمة
ـ سياسات التمييز القومي:
هناك دلائل على أن سلطات الاحتلال الإيراني تتحكم في توزيع الأدوية بشكل يهمّش الأحوازيين، بينما توزّع الموارد بشكل أكبر في المناطق ذات الأغلبية الفارسية، هذه السياسة تجعل من نقص الأدوية أزمة مفتعلة، تُستخدم كأداة ضغط على السكان المحليين.
ـ التذرع بالعقوبات الاقتصادية:
تستغل سلطات الاحتلال الإيراني العقوبات الدولية كذريعة لتفسير النقص، رغم أن الأزمة في الأحواز أكثر حدة مقارنة بمناطق أخرى في البلاد، ما يعكس تمييزًا متعمدًا ضد السكان المحليين.
ـ التحكم بسلاسل التوريد:
نظام التوزيع المركزي للأدوية في إيران يسمح للسلطات بالتحكم في وصول الإمدادات، مما يخلق أزمات دورية يمكن التحكم فيها وفق مزاج المسؤولين، ويجعل السكان رهينة سياسية واقتصادية.
|◄الأبعاد الإنسانية والاجتماعية
أزمة نقص الأدوية المفتعلة أدت إلى آثار كارثية تشمل:
ارتفاع معدل الوفيات بين المرضى المزمنين والأطفال وكبار السن.
انتشار الخوف والقلق حول الحصول على العلاج الأساسي.
دفع السكان للبحث عن العلاج خارج الأحواز، مما يزيد الهجرة الداخلية ويضع ضغطًا على المناطق الأخرى.
تعزيز شعور التهميش القومي، وإضعاف الثقة بالنظام المركزي، ما قد يولّد توترات اجتماعية وسياسية إضافية.
الجدير بالذكر أن أزمة نقص الأدوية في الأحواز تتجاوز كونها مسألة صحية لتصبح أداة سياسية وإجتماعية للتهميش والضغط على السكان.