مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

هل يقترب الأحواز من الاستقلال بعد 100 عام من الاحتلال؟

مناهضون

 

 

في العشرين من أبريل الجاري انطوت صفحة قرنٍ كامل على بدء الاحتلال الإيراني للأحواز، مئة عام من القهر الممنهج، والتهجير، ونهب الثروات، عاشها الأحوازيون تحت قبضة سلطات طهران، ومعها ظلّ حلم الاستقلال حاضرًا لا يغيب.

 

فمنذ أن أُسقِطت إمارة الأحواز في 20 أبريل 1925 على يد قوات الشاه رضا بهلوي، لم تتوقف سياسات التهميش والتذويب القسري ضد العرب الأحوازيين.

 

فمن قمع اللغة العربية، إلى ملاحقة النشطاء واعتقالهم، مرورًا بسياسات التهجير القسري داخل إيران أو خارجها، وإغراق المنطقة بالمستوطنين الفرس ضمن مشروع تغيير ديمغرافي واسع، هدفت إيران من خلاله إلى طمس هوية الأحواز العربية، وإلحاقها قسرًا بالجسد الفارسي، ويقارن كثير من المراقبين تلك السياسات بما تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

لكن الأخطر من ذلك، هو استغلال إيران لثروات الأحواز، وعلى رأسها النفط، الذي يُعد الشريان الرئيسي لاقتصاد طهران، فإنتاج إيران النفطي يخرج من الأراضي الأحوازية، إلا أن عوائده تُستخدم لخدمة مشاريع إيران التوسعية في المنطقة، من دعم ميليشيا حزب الله في لبنان، إلى تمويل جماعة الحوثي في اليمن، مرورًا بتثبيت نفوذها في العراق وسوريا، حيث لعبت طهران أدوارًا تخريبية واسعة، حتى لحظة انكسار مشروعها في سوريا عقب انتصار الثورة السورية في ديسمبر 2024، وهو الحدث الذي أعاد الأمل إلى قلوب الأحوازيين من جديد.

 

 

ارتباط نضالي مع الثورة السورية:

خلال العقد الماضي، رسمت انتفاضة الشعب السوري خارطة أمل جديدة للأحوازيين، الذين لم يُخفوا دعمهم المتواصل للثورة السورية.

فقد وجدوا فيها أوجه شبه كبيرة مع نضالهم ضد الهيمنة الإيرانية، واعتبروها نموذجًا يُحتذى به في مواجهة الاستبداد.

وقد عبّر الأحوازيون عن ابتهاجهم بانتصار السوريين على نظام الأسد، معتبرين أن إسقاط النفوذ الإيراني في دمشق، ثم تراجع حزب الله في لبنان، هو تمهيد لانهيار المشروع الإيراني برمّته، وبالتالي فتح نافذة جديدة أمامهم للتحرر.

 

 

نحو مشروع استقلال وطني حديث:

اليوم، وبعد مرور مئة عام على الاحتلال، يبدو أن الأحوازيين باتوا أكثر تنظيمًا ووضوحًا في أهدافهم، حيث نجحت القوى السياسية الأحوازية في تشكيل المجلس الوطني الأحوازي، الذي يُعد مظلة جامعة لعدد من فصائل المعارضة، ويعمل على إعادة صياغة المشروع الوطني الأحوازي على أسس ديمقراطية حداثية.

كما يعمل المجلس على توحيد الصفوف، وبناء جبهة داخلية متماسكة تُمهِّد لتحرُّك سياسي وشعبي فعّال.

ويتطلع الأحوازيون إلى مرحلة جديدة يكون فيها لهم دور فاعل في محيطهم العربي، مع آمال بالعودة إلى حضن جامعة الدول العربية، كما فعلت سوريا مؤخرًا.

ويرى كثير من المراقبين أن اللحظة الإقليمية مواتية أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل تراجع النفوذ الإيراني في عدة ساحات، وتفاقم الأزمات الداخلية في إيران ذاتها، التي تعاني من اضطرابات اقتصادية، وتململ شعبي متصاعد داخل أقلياتها القومية.

 

 

فرصة تاريخية لا تحتمل التأجيل:

من منظور استراتيجي، يؤكد متابعون أن إيران اليوم تمرّ بأضعف مراحلها منذ الثورة الخمينية عام 1979.

فمشروعها التوسعي يتقلص، وميليشياتها الإقليمية تعاني من ارتباك وتراجع ملحوظ، لا سيما في لبنان وسوريا، ومع هذا التراجع، يرى الأحوازيون أن اللحظة التاريخية قد حانت للتحرك نحو مشروع الاستقلال الكامل، وأن عدم استثمار هذه المرحلة قد يُفقدهم فرصة قد لا تتكرر.

ويُعوّل الكثيرون في الأحواز على الدعم العربي الرسمي والشعبي، من أجل تقوية موقفهم في المحافل الدولية، وتحويل قضيتهم إلى قضية مركزية في المنطقة، بعيدًا عن التهميش الذي لازمها عقودًا.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *