مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

المؤامرة الخارجية.. حيلة الاحتلال المشبوهة للقمع في الأحواز

مناهضون

 

 

لطالما استخدمت الأنظمة القمعية ذريعة “المؤامرة الخارجية” كأداة لتبرير سياساتها القمعية ضد الشعوب التي تخضع لسيطرتها، وهذا ما يمارسه الاحتلال الإيراني في الأحواز منذ عقود.

 

حيث يحاول نظام الاحتلال الإيراني تصوير أي حراك شعبي أو احتجاجات في الاحواز على أنها مؤامرة مدبرة من الخارج، متجاهلاً الأسباب الحقيقية لهذه الانتفاضات، والمتمثلة في الظلم والتهميش والاضطهاد الممنهج بحق الشعب الأحوازي، هذه السياسة ليست مجرد استراتيجية إعلامية، بل تُستخدم كذريعة لتبرير الاعتقالات الجماعية، والإعدامات، والقمع الوحشي لأي صوت معارض.

 

 

 

ذريعة المؤامرة الخارجية في الخطاب الإيراني:

منذ احتلال الأحواز عام 1925، انتهجت سلطات الاحتلال الإيراني أسلوب القمع المنظم لمنع أي تحرك يطالب بالحقوق الوطنية.

ومع كل موجة احتجاج، يُتهم المتظاهرون بأنهم عملاء لقوى أجنبية، سواء كانت عربية أو غربية، رغم أن المطالب التي يرفعها الشعب الأحوازي تتمحور حول الحقوق الأساسية مثل تحسين الأوضاع المعيشية، والحصول على التعليم باللغة العربية، ووقف نهب الموارد الطبيعية.

ويسعى الخطاب الرسمي الإيراني إلى تصوير أي حراك أحوازي على أنه جزء من مخطط خارجي يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، متجاهلاً تماماً الأسباب الحقيقية للغضب الشعبي.

ففي كل مرة تندلع فيها الاحتجاجات، تخرج تصريحات المسؤولين الإيرانيين، بدءاً من المرشد الأعلى وصولاً إلى القيادات الأمنية، لتحمل الأيادي الأجنبية مسؤولية الاضطرابات، في محاولة لإخفاء فشل السياسات الداخلية في إدارة الإقليم.

 

 

التوظيف الأمني والقضائي لحجة المؤامرة:

لا يقتصر استخدام المؤامرة الخارجية على الدعاية الإعلامية، بل يتعداها إلى إجراءات عملية تهدف إلى قمع الأحوازيين بأشد الوسائل.

فبمجرد اندلاع الاحتجاجات، تطلق الأجهزة الأمنية الإيرانية حملات اعتقالات واسعة تطال النشطاء والصحفيين وحتى المواطنين العاديين، ويتم توجيه تهم جاهزة إليهم، مثل “التخابر مع دول أجنبية”، أو “الانتماء إلى جماعات إرهابية”، دون أي أدلة حقيقية.

وفي كثير من الحالات، تصدر أحكام بالإعدام ضد نشطاء أحوازيين بتهم واهية، حيث تستخدم هذه المحاكمات الصورية لإرهاب السكان ومنعهم من المطالبة بحقوقهم.

فالتقارير الحقوقية تؤكد أن المحاكمات غالباً ما تكون غير عادلة، وتعتمد على اعترافات تُنتزع تحت التعذيب، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية الحقوق الإنسان.

 

 

التغطية الإعلامية وتضليل الرأي العام:

تمتلك إيران ماكينة إعلامية ضخمة تُستخدم لتضليل الرأي العام وتقديم صورة مشوهة عن الواقع في الأحواز.

إذ يتم التركيز على مزاعم وجود “مخططات خارجية” في الأخبار والتقارير التلفزيونية، ويتم استضافة شخصيات موالية للنظام لتأكيد هذه الادعاءات.

وفي الوقت ذاته، يُفرض تعتيم إعلامي كامل على الانتهاكات التي يتعرض لها الأحوازيون، حيث يتم منع الصحفيين المستقلين من تغطية الأحداث، ويتم حجب الإنترنت خلال الاحتجاجات لمنع تسريب أي صور أو مقاطع فيديو توثق القمع الوحشي.

 

 

الهدف الحقيقي من حيلة المؤامرة:

الهدف الأساسي من ترويج نظرية “المؤامرة الخارجية” هو حرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية للمظاهرات في الأحواز، والتي تتمثل في الفقر والتهميش والتمييز العرقي الممنهج ضد الأحوازيين.

كما أنها تُستخدم كأداة لتبرير القمع الوحشي ومنح الأجهزة الأمنية الضوء الأخضر لممارسة الاعتقالات التعسفية والتعذيب وحتى الإعدامات دون محاسبة.

إضافة إلى ذلك، فإن تصوير الأحوازيين كعملاء للخارج يسهم في خلق فجوة بينهم وبين بقية الشعوب داخل إيران، حيث يتم استعداء الرأي العام الإيراني ضدهم، مما يسهل على النظام ممارسة القمع دون أي رد فعل داخلي قوي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *