مناهضون
منذ احتلال الأحواز تعرضت المنطقة لمجموعة من السياسات التوسعية التي استهدفت تدمير بيئتها الطبيعية وتغيير ملامحها الاقتصادية والاجتماعية، لم تقتصر السياسات الإيرانية في الأحواز على القمع السياسي أو استهداف الهويات الثقافية، بل امتدت لتشمل تدمير البيئة، بما يهدف إلى إضعاف قدرة الأهالي على العيش في بيئة طبيعية وصحية.
وواحدة من أبرز صور هذا التدمير البيئي تكمن في تجفيف الأنهار وتحويل مسارها، وتدمير الموارد المائية، مما أسهم في خلق أزمات بيئية خانقة انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين الأحوازيين.
التحكم في الموارد المائية:
من أبرز الخطط الإيرانية الموجهة ضد البيئة الأحوازية هي تحويل مجرى نهر كارون، وهو أحد أكبر الأنهار في المنطقة، إلى مناطق أخرى من إيران.
فمنذ السبعينيات، بدأ النظام الإيراني في بناء سدود على النهر، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستوى المياه في العديد من مناطق الأحواز.
وتجفيف الأنهار مثل نهر الدجيل ونهر الكرخة، وكذلك تدمير الأراضي الزراعية، حولت المناطق الزراعية الخصبة إلى مناطق قاحلة وغير صالحة للزراعة، مما دفع الفلاحين إلى ترك أراضيهم والنزوح إلى المدن، الأمر الذي زاد من ضغط السكان في المناطق الحضرية.
السياسات الصناعية المدمرة:
استثمرت إيران في إقامة مشاريع صناعية في الأحواز، ولكن هذه المشاريع أدت إلى تلوث المياه والهواء، ومصانع النفط والمعامل الكيميائية لم تلتزم بمعايير السلامة البيئية، مما ساهم في تلويث الأنهار والبحيرات بالأصباغ والمواد الكيميائية السامة.
هذا التلوث ألحق أضرارًا خطيرة على صحة المواطنين من خلال تفشي الأمراض التنفسية والعجز عن الوصول إلى مياه شرب نظيفة.
التصحّر والجفاف:
والسياسات البيئية التي انتهجها الاحتلال الإيراني، مثل حفر الآبار الجوفية بدون رقابة، أدت إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية وظهور ظاهرة التصحّر في مناطق واسعة من الأحواز.
ومع انخفاض الأمطار في السنوات الأخيرة، أصبح من الصعب الحفاظ على البيئة الزراعية التي كانت تعتبر المصدر الرئيسي للرزق في المنطقة.
والتصحر جعل المناطق الريفية تعيش في ظروف مناخية قاسية، ودفعت السكان إلى الهجرة بشكل متزايد إلى المناطق الحضرية التي بدورها تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان.
الاحتلال وتأثيره على التنوع البيولوجي:
لقد ساهمت السياسات التي تنتهجها إيران في تهديد التنوع البيولوجي في الأحواز بشكل كبير.
فقد تم قطع الأشجار وتدمير الغابات بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى تهديد العديد من الأنواع البرية والنباتية التي كانت تشكل جزءًا من النظام البيئي للأحواز.
هذا التدمير البيئي أثّر بشكل مباشر على الحياة البرية، حيث اختفت العديد من الحيوانات البرية التي كانت تعيش في هذه البيئة.
النتائج الاجتماعية والاقتصادية:
هذه الأزمات البيئية لم تكن مجرد تحديات بيئية فحسب، بل كانت لها آثار اجتماعية واقتصادية عميقة، فقد أدت الأضرار البيئية إلى تدهور المستوى المعيشي للعديد من الأسر الأحوازية، حيث فقدت العديد من الأسر مصدر دخلها الرئيس من الزراعة والصيد، هذا التدهور دفع المواطنين إلى البحث عن فرص عمل في القطاعات غير الزراعية أو الهجرة إلى المناطق الأخرى بحثًا عن حياة أفضل.