مناهضون
في خطوة أثارت اهتمام وسائل الإعلام والمجتمع الدولي، أعلنت أستراليا إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الجهات الراعية للإرهاب، معتبرة أن هذا الكيان العسكري الإيراني تورط في التخطيط لهجمات معادية للسامية داخل أراضيها، هذا القرار ليس مجرد إجراء دبلوماسي، بل يمثل انعكاسًا لتاريخ طويل للحرس الثوري في تصدير العنف والاضطرابات عبر شبكة واسعة من الوكلاء في الشرق الأوسط وخارجه.
فالحرس الثوري الإيراني، الذي تأسس عقب الثورة الإيرانية عام 1979 كحارس للنظام الجديد، لم يقتصر دوره على الأمن الداخلي فقط، بل امتد ليصبح أداة استراتيجية لإيران في المنطقة، ومن خلال ذراعه الخارجية المعروف باسم فيلق القدس، قام بتأسيس وتمويل وتسليح جماعات مسلحة متعددة، ونشر نفوذه في دول مثل لبنان، فلسطين، العراق، سوريا، واليمن، وصولًا إلى شبكات عالمية متفرعة في أوروبا وآسيا.
ـ نشأة الحرس الثوري الإيراني وأهدافه الاستراتيجية:
تأسس الحرس الثوري الإيراني عام 1979 بعد الثورة الإسلامية، ليكون قوة موازية للجيش النظامي، مهمتها حماية النظام من التهديدات الداخلية والخارجية.
ويتبع الحرس مباشرة للمرشد الأعلى، وليس للحكومة أو البرلمان، ما يمنحه استقلالية كبيرة في اتخاذ القرارات الأمنية والعسكرية والسياسية.
سرعان ما توسع دوره ليشمل الاقتصاد والسياسة، وبنى شبكات واسعة من المؤسسات المالية والتجارية لتسهيل نشاطاته العسكرية والسياسية خارج إيران.
ـ فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري:
تأسس فيلق القدس في أوائل الثمانينات ليكون المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، وخاصة تصدير الثورة الإيرانية عبر دعم الجماعات المسلحة في الخارج.
فكانت أولى عملياته في لبنان خلال الغزو الإسرائيلي عام 1982، حيث ساهم في تأسيس حزب الله اللبناني كوكيل إيراني لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي.
توسع نشاط فيلق القدس لاحقًا ليشمل آسيا وأفريقيا، مستفيدًا من الصراعات الإقليمية لتوسيع نفوذ إيران.
ـ شبكة الوكلاء والجماعات المسلحة المدعومة:
الحرس الثوري وفيلق القدس يدعمان شبكات متعددة من الوكلاء والمليشيات في المنطقة، أبرزها:
حزب الله (لبنان) تدريب وتسليح ودعم سياسي ولوجستي، جعلها قوة عسكرية وسياسية رئيسية في لبنان.
الحوثيون (اليمن) تسليح بصواريخ وطائرات مسيرة، دعم عسكري وسياسي، تهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر.
ميليشيات عراقية شيعية دعم وتسليح وتدريب، تمكين نفوذ طهران داخل العراق بعد الاحتلال الأمريكي.
لواء فاطميون ولواء زينبيون (أفغانستان وباكستان) تعبئة مقاتلين شيعة لنقلهم إلى ساحات القتال في سوريا وحماية نظام الأسد.
ـ أشكال الدعم والتدخل:
تمويل: شبكات مالية وتجارية لتسهيل عمليات الجماعات المسلحة.
تسليح: توفير صواريخ، طائرات مسيرة، أسلحة خفيفة وثقيلة.
تدريب: إعداد مقاتلين على الأسلحة المتقدمة وتقنيات الحرب غير التقليدية.
استخبارات: جمع معلومات ميدانية ودعم التخطيط للعمليات.
غطاء مدني: استخدام منظمات إغاثة أو شركات لتسهيل أنشطة خارجية دون كشف مباشر.
ـ محطات بارزة في تاريخ الحرس الثوري:
1980–1988: حرب إيران–العراق، تطوير أساليب الحرب بالوكالة.
1982: تأسيس حزب الله اللبناني.
2003: بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، دعم ميليشيات شيعية لتوسيع النفوذ الإيراني.
اليمن: دعم الحوثيين بأسلحة وصواريخ، ما أثر على الاستقرار الإقليمي.
ـ التصنيف الدولي كجهة إرهابية:
وزارة الخزانة الأمريكية صنفت فيلق القدس كجهة داعمة للإرهاب منذ 2007.
عدة دول أوروبية وصفته بأنه يشكل تهديدًا للأمن الداخلي لدولها.
إدراج أستراليا له على قائمة رعاة الإرهاب يؤكد الدور المستمر للحرس في عمليات إرهابية خارج إيران.





