مناهضون
تواصل ميليشيا الحوثي في صنعاء تنفيذ حملة ممنهجة تستهدف المساجد السنية ومراكز التعليم الديني التابعة لأهل السنة، في إطار مشروع أيديولوجي يسعى إلى إحلال العقيدة الحوثية كمرجعية دينية وحيدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
لم تعد القضية مجرد تضييق أو رقابة على المنابر، بل تحوّلت إلى عملية تجريف شامل للهوية الدينية، تشمل الاستيلاء الإداري والهيكلي، وإعادة صياغة النشاط الديني داخل العاصمة بما يخدم العقيدة السياسية للحوثيين.
|◄أشكال الانتهاكات على الأرض
ـ الاستيلاء المنظم وتبديل الهوية:
اقتحام عشرات المساجد والمراكز السلفية والسنية في صنعاء، خاصة في الأحياء ذات الثقل المجتمعي.
رفع شعارات “الصرخة” وشعارات الولاية مكان الآيات والزخارف الإسلامية التقليدية.
استبدال خُطباء سنّة بموالين للعقيدة الحوثية بعد إقصاء كل من يرفض الإملاءات.
ـ تفكيك البنية العلمية للسنة في اليمن:
إغلاق حلقات تحفيظ القرآن التابعة للمدارس السنية التقليدية.
منع تدريس كتب العقيدة الأشهر عند أهل السنة مثل “العقيدة الواسطية” و”الأصول الثلاثة”.
تحويل بعض المساجد إلى معسكرات تعبئة فكرية ودورات تجنيد للشباب تحت مسمى “الهوية الإيمانية”.
ـ تغيير وظيفة المساجد بالكامل:
تحويل المساجد الكبرى في صنعاء إلى مراكز سياسية حزبية مغلقة.
استخدام بعضها كمخازن سلاح أو غرف اتصالات.
نقل خطب الجمعة إلى خدمة الخطاب السياسي للحوثي، وترويج فكرة “القيادة الإلهية” و”ولاية السلالة”.
ـ أثر الانتهاكات على المجتمع اليمني:
ضرب التعايش المذهبي التاريخي بين الزيدية والسنة في اليمن، وزرع انقسام غير مسبوق.
هجرة مئات العلماء والأئمة إلى مأرب وتعز ومناطق محررة خوفاً من الاعتقال.
تزايد حالات الاعتقال والاختفاء القسري لأئمة رفضوا نشر خطاب حوثي، وهناك توثيق لحالات تعذيب.
إسكات أي رأي ديني مستقل يخالف الخط العقائدي للجماعة.
ـ ردود الفعل والمخاوف الدولية:
منظمات حقوقية حذرت من هندسة مذهبية قسرية تمارسها الميليشيات.
أشارت تقارير أممية إلى استهداف خطير للحريات الدينية غير المسبوقة في اليمن.
علماء ومراكز إسلامية إقليمية حذروا من تحويل صنعاء إلى قم ثانية.
ما تقوم به ميليشيا الحوثي ليس مجرد اعتداء أمني على دور العبادة، بل عملية إعادة هندسة دينية كاملة للعاصمة صنعاء، تُدار بتخطيط عميق ومنهجي، بهدف طمس الهوية السنية التقليدية واستبدالها بعقيدة سياسية مغلّفة بالدين.
واستمرار هذا المسار دون تدخل سيؤدي إلى:
تغيير ديموغرافي فكري طويل الأمد.
توسّع نموذج طهران السياسي داخل اليمن.
تدمير أكبر قاعدة سنية تاريخية شمال اليمن.





