﷽
(بيان رقم ٤٤)
يا جماهير شعبنا في الأحواز المحتلة والمهجر
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية الغالية
تمر علينا اليوم ذكرى نكبة الأحواز هذا العام في ظل تربص نكبات بشعبنا الأعزل قد بدلته كفنًا من وسادته، لكنه الشعب الذي يحمل بين جنبيه خافقًا يتلظّى بغايته، وهو الشعب الذي ظل واقفًا على مدى 98 عامًا دون أن يحني هامة، أو يعطي دنية، فيئس المحتل وما يئس شعبنا المقاوم، فلم يشهد التاريخ الحديث جريمة توازي جريمة احتلال الأحواز، وتهجير الأحوازيين، وطردهم من ديارهم ظلمًا وعدوانًا عام 1925م على أيدي الفُرس المحتلّين، حين شنت جحافل القوات الإيرانية ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ حربًا إجرامية ضد شعبنا الأحوازي الأعزل، وارتكبت بحقه المجازر الوحشية، وطردته من دياره، واستحوذت على مقدراته، ومحت وزورت تاريخه وآثاره العمرانية، وباتوا ينخرون في الجسد العربي حتى أنهكوه، فبات العربي غريبا في بلده، وهُجِّر كل من رفض العيش في ظل هذه الأوضاع، فتحلّ علينا ذكرى النكبة المشؤومة المريرة في كل عام في شهر “أبريل – نَيْسَان” وهي تحمل كل معاني التنكيل التشريد والتهجير القسري والإعدامات الميدانية والقتل المستمر وضياع دولة عربية ومحاولة طمس هوية الشعب العربي الحر من قبل الاحتلال الفارسي البغيض الذي أحرق الحرث والنسل في الأحواز والعراق وسوريا واليمن ولبنان، الذي بدأ باحتلال الأحواز في 20/أبريل – نَيْسَان /1925م عسكرياً، فجعلها قاعدة لإنطلاق عملياته التوسعية في منطقتنا العربية.
يأتي الـ أبريل – نَيْسَان هذا العام ليذكّر من جديد بذلك التاريخ الذي حُفر عميقًا في ذاكرة الشعب الأحوازي الباسل، وحَفر معه أخاديد الألم والتضحيات على جباه ملايين الأحوازيين، من ذلك الجيل الأول الذي تم تهجيره قسرًا على يد دولة الاحتلال الفارسية الملكية المتوحشة قبل 98 عامًا، مرورًا بنظام الملالي الذي وضع أساسه الخميني بتعليق المشانق ولظى الرصاص لكل الأجيال الأحوازية اللاحقة التي ما زالت تُصلى بناره مع كل فجر جديد.
كما صادفت في الأيام الماضية في يوم الخامس عشر من نيسان ذكرى انطلاق مارد الانتفاضة التحررية الأحوازية ألتي اندلعت في عام 2005م، ولهذا التداخل رمزية انبعاث تكشف عن البنية العميقة في التكوين النضالي والثقافي والنفسي لشعبنا وقواه الحية، إذ محا هذا اليوم ذكرى الانكسار ورسم بدلا عنها خارطة طريق جديدة نحو الانتصار، نتذكر فها بكل فخر واعتزاز بطولات أسرانا البواسل وشهداءنا المناضلين الشرفاء الذين كان لهم الشرف العظيم في إشعال فتيل الثورة وانطلاق انتفاضة نيسان المباركة التي أزالت الغبار عن قضيتنا الأحوازية العادلة لتتوارثها الأجيال، وستبقى رايتها خفاقة حتى دحر الاحتلال.
ففي ذكرى النكبة يكتشف العالم بطولات شعبنا وشهداءه وأسراه وجرحاه، وثبات هذا الشعب على صموده وتضحياته وكبريائه وإصراره على التمسك بحقوقه العادلة، وفي مقدمتها حق التحرير وتقرير المصير وبناء الدولة الأحوازية.
وإننا في حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز وإزاء هذه التطورات المتسارعة والتحديات الخطيرة التي تمر بها القضية الأحوازية لنؤكد ما يأتي:
أولًا: تحيي حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز جماهير شعبنا الأحوازي الصامد المرابط في الأحواز وأهلنا في شتات المهجر، وتدعوهم إلى المشاركة الواسعة والفاعلة بكل قوة في كل فعاليات ذكرى النكبة.
ثانيًا: تؤكد الحركة رفضها القاطع لكل المشاريع الرامية لتصفية القضية الأحوازية، أو الانتقاص من حقوق شعبنا الأحوازي، وفي مقدمتها الفدرالية ضمن جغرافيا سياسية ما تسمى إيران، وعمليات التطهير العرقي و التحول الديمغرافي التي ينوي الاحتلال تنفيذها.
ثالثًا: تؤكد الحركة على حق شعبنا الأحوازي في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وفي مقدمتها الكفاح المسلح الذي يٌعد خيارًا استراتيجيًا للدفاع عن شعبنا واسترداد حقوقه، وفي هذا السياق تدعو حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز إلى التمسك بخيار المقاومة الشاملة كاستراتيجية وطنية أثبتت فاعليتها.
رابعًا: تؤكد حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز تمسكها بخيار الوحدة الوطنية كلبنة أساسية في بناء الصف المتراص في مواجهة الاحتلال الإيراني البغيض ومخططاته الارهابية في الأحواز والمنطقة العربية، خاصة وإن حركة رواد النهضة تقدّس الوحدة الوطنية؛ ومن أجل ذلك قدّمت الكثير من التنازلات والمرونة لإنهاء الانقسام الأحوازي.
خامسًا: سيظل الأسرى في سجون الاحتلال الإيراني على رأس أولويات الحركة، ولن ندخر جهدًا حتى تحريرهم كافة من سجون العدو؛ فهذا عهد قطعته قيادة رواد النهضة على نفسها.
وفي الختام
تهيب حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز بجماهير الأمتين العربية والإسلامية وقواها الشعبية الحية وبكافة الدول العربية من المحيط إلى الخليج، أن تقف بجانب قضية الأحواز والشعب الأحوازي الأبي والتحرك بأسرع ما يمكن من أجل إنقاذ شعبنا الأعزل من البطش والتنكيل الذي يتعرض اليه بشكل يومي على يد سلطات الاحتلال الفارسية والحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية والمليشيات الإرهابية، كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها.. والمساهمة في تحقيق هدفنا السامي إلا وهو تحرير الأرض والإنسان الأحوازي من براثن الاحتلال الفارسي ونظامه الإرهابي.
كما تطالب الحركة منظمة المؤتمر الإسلامي، إلغاء عضوية إيران من المؤتمر الإسلامي، حيث أن الساسة الإيرانيين لا يتورعون عن انتهاك أي معاهدة واتفاقية وقانون؛ وارتكاب أي جريمة خارج حدود هضبة فارس، من استهداف مكة المكرمة بالصواريخ وإلى إثارة الحروب في اليمن واحتلال الأحواز والعراق وسوريا ولبنان، فإن هذه الدولة المارقة قد طمست كل المبادئ الإسلامية والإنسانية وأصبحت وبال على الأمة وإنها من ألد أعداء الإسلام والمسلمين.
كما نهيب بجماهير الأمة العربية والإسلامية وقواها الشعبية الحية وبكافة الدول العربية والإسلامية بالوقوف بجانب قضية الأحواز والشعب الأحوازي الأبي والمساهمة في تحقيق هدفنا السامي إلا وهو تحرير الأرض والإنسان الأحوازي من براثن الاحتلال الفارسي ونظامه الإرهابي.
تحية إجلال وإكبار لثوارنا البواسل المرابطين على ثغور الأحواز الحرية لأسرانا البواسل الصامدين خلف قضبان الاحتلال المجد والخلود لشهدائنا الأبرار عاشت الأحواز حرة عربية أبيّة
حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز الخميس ٢۹ من شهر رمضان عام ١٤٤٤ هـ الموافق: 20 أبريل - نَيْسَان 2023 م