مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بروفايل

محمر الغماري.. من هو أخطر رجل في الحوثيين؟

مناهضون

 

تتصدر وفاة اللواء محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة لقوات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، المشهد اليمني والإقليمي، بعد أن أكدت الجماعة مقتله متأثرًا بجراح أصيب بها في ضربة جوية نسبت إلى إسرائيل.

 

وفاة الغماري لا تمثل مجرد غياب لقيادي ميداني، بل تُعد خسارة لأحد العقول الاستراتيجية التي صاغت البنية العسكرية للحوثيين على مدى سنوات الحرب، وأحد أبرز الوجوه التي ربطت الجماعة بمحور النفوذ الإيراني في المنطقة.

 

ـ من هو محمد عبد الكريم الغماري؟

ولد الغماري في محافظة حجة شمال اليمن، وانضم مبكرًا إلى صفوف الحوثيين بعد اجتياحهم للعاصمة صنعاء عام 2014.

برز اسمه سريعًا داخل الجهاز العسكري للحركة، إذ امتاز بالقدرة على التنظيم والتخطيط والربط بين الجبهات القتالية.

تولى مناصب ميدانية عدة قبل أن يُعيَّن رئيسًا لهيئة الأركان العامة، ليصبح المسؤول الأول عن التخطيط والتنسيق العسكري وإدارة المعارك البرية والبحرية والجوية للجماعة.

كان الغماري بمثابة العقل العسكري الهادئ خلف كثير من الهجمات التي استهدفت الأراضي الخليجية سابقًا، وأخيرًا الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وقد وصفه بعض المحللين بأنه مهندس الحرب الصامت الذي نقل الحوثيين من ميليشيا محلية إلى قوة شبه نظامية تمتلك ترسانة متنوعة من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

 

ـ علاقته بإيران وحزب الله:

رغم نفي الحوثيين المتكرر لأي ارتباط رسمي بطهران، فإن تقارير غربية وعربية عديدة أكدت أن الغماري كان أحد أهم القنوات العسكرية التي تربط الحركة بإيران وحزب الله.

كما تشير معلومات استخباراتية إلى أن الغماري خضع لتدريبات متقدمة على إدارة الأنظمة الصاروخية والطائرات المسيّرة بإشراف مستشارين من الحرس الثوري الإيراني، كما شارك في تنسيق عمليات بحرية استهدفت سفنًا في البحر الأحمر وخليج عدن ضمن ما يُعرف بالعمق الإقليمي لمحور المقاومة.

هذه العلاقة جعلته ضمن دائرة الثقة الإيرانية في اليمن، وأحد أبرز المنسقين بين صنعاء وبيروت وطهران، الأمر الذي فسر إدراجه في قوائم العقوبات الدولية في السنوات الأخيرة.

 

ـ الغماري والعمليات الكبرى:

بصفته رئيسًا للأركان، كان الغماري مسؤولًا مباشرًا عن إدارة العمليات الميدانية الكبرى، ومن أبرزها:

الهجمات الصاروخية على الخليج بين عامي 2019 و2022.

الهجمات بالطائرات المسيّرة ضد منشآت نفطية وموانئ في البحر الأحمر.

عمليات اعتراض السفن التجارية التي اتهمت بها جماعته منذ اندلاع الحرب في غزة، دعمًا لما أسموه نصرة الشعب الفلسطيني.

تنظيم القدرات الدفاعية الجوية للجماعة وتطوير منظومة استخبارات داخلية متكاملة.

كل ذلك جعل الغماري واحدًا من أخطر وأبرز رجال الحوثيين، إذ جمع بين الولاء العقائدي والقدرة العسكرية، وبين الطابع التنظيمي والانضباط الصارم.

 

ـ تفاصيل مقتله والجدل حول الضربة:

أعلنت جماعة الحوثي رسميًا في أكتوبر 2025 وفاة الغماري شهيدًا أثناء أداء واجبه الوطني، بينما أكدت مصادر إسرائيلية وغربية أنه قُتل متأثرًا بجراح أُصيب بها في غارة إسرائيلية نُفذت في أغسطس الماضي استهدفت اجتماعًا لقيادات عليا في صنعاء.

وتحدثت تقارير عن أن الضربة أسفرت كذلك عن مقتل عدد من مرافقيه، بينهم نجله البالغ 13 عامًا، في حين لم تصدر الجماعة بيانًا يوضح تفاصيل العملية أو مكانها بدقة.

تأتي هذه الضربة في سياق تصعيد غير مسبوق بين الحوثيين وإسرائيل، بعد سلسلة هجمات نفذتها الجماعة ضد سفن مرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر، ما جعل الغماري هدفًا مباشرًا لعمليات استخباراتية دقيقة.

 

ـ ماذا يعني مقتل الغماري للحوثيين؟

غياب الغماري يشكل ضربة موجعة للبنية العسكرية للحوثيين، لكونه كان يتمتع بخبرة ميدانية واسعة وشبكة علاقات داخل المؤسسة العسكرية للحركة يصعب تعويضها بسرعة.

لكن في المقابل، يرى محللون أن الجماعة تمتلك بنية تنظيمية متماسكة وقدرة على إعادة توزيع القيادة دون انهيار فوري، خصوصًا في ظل وجود قيادات أخرى مثل يوسف المداني وأبو علي الحاكم.

على المدى القصير، قد تشهد الجماعة اضطرابًا عملياتيًا في إدارة الجبهات وتنسيق الضربات الصاروخية، إلا أن أثر الضربة سيظهر فعليًا في مدى قدرتها على التخطيط لهجمات نوعية بنفس الكفاءة التي كان يديرها الغماري.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *