مناهضون
تعد الأحواز من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية، خاصة المياه والنفط، ورغم ذلك فإن سكان الأحواز يعانون منذ عقود من مستويات عالية من التلوث البيئي الذي يؤثر على صحتهم وحياتهم اليومية.
ويأتي هذا التلوث كنتيجة مباشرة للسياسات الممنهجة للاحتلال الإيراني التي استهدفت البيئة والموارد الطبيعية للأحواز، سواء من خلال تحويل مجاري الأنهار، أو استنزاف الموارد، أو إهمال البنية التحتية البيئية، كما إن دراسة انتشار التلوث في الأحواز لا تعكس فقط أزمة بيئية، بل تكشف عن استراتيجية ممنهجة لحرمان السكان المحليين من حقوقهم البيئية والصحية، ما يجعل هذه القضية من أهم القضايا الإنسانية والبيئية في المنطقة.
تحويل مجاري الأنهار واستنزاف المياه:
قامت حكومة الاحتلال الإيراني بتحويل مياه نهر كارون ونهري دز والكُرّخه لمشاريع صناعية وزراعية بعيدًا عن المناطق الحضرية، ما أدى إلى جفاف الأنهار وانخفاض جودة المياه.
تحويل المياه تسبب في ارتفاع نسبة الملوحة في التربة، مما أثر على الزراعة وأدى إلى انتشار الغبار الصحراوي.
الصناعات النفطية والبتروكيماوية:
الأحواز مركز صناعي رئيسي لتكرير النفط والغاز، حيث توجد مصافي ومصانع تساهم في إطلاق ملوثات كيميائية في الهواء والماء.
هذه الملوثات تشمل الكبريت والمعادن الثقيلة والمواد العضوية الضارة، والتي تلوث التربة والمياه الجوفية.
السياسات الصناعية غير المستدامة:
تم بناء مصانع ومناجم بدون مرافق لمعالجة النفايات الصناعية، ما أدى إلى تصريف المخلفات السامة مباشرة في الأنهار والتربة.
هذه السياسات أدت إلى حدوث حالات تسمم جماعي بين السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.
أمراض الجهاز التنفسي:
ارتفاع مستويات الغبار والجسيمات الدقيقة أدى إلى زيادة حالات الربو، التهاب الشعب الهوائية، وأمراض الرئة المزمنة.
الأطفال هم الأكثر تأثرًا، حيث سجلت مستشفيات الأحواز ارتفاعًا ملحوظًا في دخول المستشفى بسبب مشكلات تنفسية.
تلوث المياه وانتشار الأمراض:
المياه الملوثة أدت إلى انتشار أمراض الكلى والكبد والأمراض الجلدية بين السكان.
تلوث المياه الجوفية نتيجة استخدام المواد الكيميائية في المصانع الزراعية يزيد من المخاطر الصحية على المدى الطويل.
الآثار النفسية والاجتماعية:
التلوث البيئي خلق شعورًا بعدم الأمان الصحي والاجتماعي، ما دفع بعض السكان إلى الهجرة من المناطق الأكثر تلوثًا.
إهمال البيئة كأداة سياسية:
حكومة الاحتلال الإيراني عمدت إلى تجاهل شكاوى الأهالي من التلوث، معتبرة حماية الموارد البيئية أقل أهمية من أهدافها الصناعية والعسكرية.
حجب المعلومات: منع التقارير البيئية المستقلة وتقييد الأبحاث العلمية جعل السكان غير قادرين على تقييم مستوى الخطر أو اتخاذ إجراءات وقائية.
الاستغلال الاقتصادي على حساب البيئة: استغلال النفط والغاز كان على حساب صحة الإنسان والتوازن البيئي، مما جعل التلوث جزءًا من استراتيجية السيطرة على الأحواز.
ـ تدهور التربة والمياه: أدى الاستخدام المكثف للمواد الكيميائية وتحويل مجاري المياه إلى تدهور في جودة التربة وزيادة الملوحة، ما يهدد الزراعة.
ـ ارتفاع معدلات الغبار: فقدان الغطاء النباتي ونقص المياه أديا إلى ظاهرة “العواصف الرملية”، التي تزيد من انتشار الأمراض التنفسية.
ـ تدهور التنوع البيولوجي: العديد من الأنواع النباتية والحيوانية في الأحواز مهددة بالانقراض نتيجة التلوث المستمر وفقدان مصادر المياه.
مقترحات للحد من التلوث:
ـ إعادة تأهيل الموارد المائية: إعادة توجيه مجاري الأنهار إلى مجاريها الطبيعية، وإنشاء محطات لمعالجة المياه الملوثة.
ـ فرض قوانين صارمة على الصناعات: إلزام المصانع بتقنيات صديقة للبيئة ومعالجة المخلفات قبل التصريف.
ـ مراقبة صحية مستمرة للسكان: إنشاء مراكز طبية لمتابعة الأمراض الناتجة عن التلوث وتقديم الدعم الوقائي.
ـ تعزيز الوعي المجتمعي: حملات توعية للسكان حول مخاطر التلوث وطرق حماية أنفسهم.