مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

تقرير: إيران تلتهم الأحواز.. حكايات تفضح السجون السرية لطهران

مناهضون

 

منذ 96 عامًا يقاومون إيران وحدهم، “الأحواز أو الأهواز” اختلف النطق لكن الجحيم واحد، فهناك سجان بحسب وصفهم، ابتلع أرضهم في العشرين من أبريل عام 1925، فانتهكت السيادة حينها وأسقطت الدولة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت سياسة التطهير العرقي شملت كل ما يتعلق بالهوية العربية في ذلك الإقليم الحزين.

“الأحواز” هو إقليم عربي واقع جنوب غربي إيران تفصلة من هضبة فارس حدود طبيعية إلا وهي سلسلة جبال زاجرس، ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوب العراق والكويت، تقطنه قبائل عربية، تعود أصولها بحسب مؤرخين إلى قبائل من بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد وغيرهم.

ويظل ذلك المكون العربي “الأحواز” تحت رحمة النظام الإيراني، والذي لم يتوان يوما في اضطهاد وقمع الشعب العربي الأحوازي والزج بهم داخل السجون قبل أن يأمر بإعدامهم.

كم يبلغ تعداد المعتقلين الأحواز؟

وفق تقارير لمنظمات حقوقية دولية، فإن أعداد المعتقلين داخل سجون إيران بالآلاف، والتي كشفت عن وجود أكثر من 26 ألف أسير أحوازي داخل سجون الاحتلال، وفق إحصائيات سابقة.

وتتكتم سلطات الاحتلال الفارسي عن حجم الأسرى الأحوازيين بشكل كبير، إلا أن حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز المناهضة للوجود الإيراني في الأحواز كانت كشفت عن وجود 26 ألف معتقل أحوازي في سجون الاحتلال.

وكشفت الحركة حينها، أن معتقلي الأحواز في سجني سبيدار وشيبان في الأحواز العاصمة مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال تلجأ لسجون بعينها من أجل اعتقال نشطاء الأحواز بها لتكون مسيطرة عليها.

ماذا تعرف عن أخطر سجون إيران السرية؟

دائما ما يضطهد “الأحوازي” في كل الأراضي الإيرانية، فالعقيدة لدى الشيعة بطهران لا تختلف عنها في أي مكان آخر، فانتقامهم من السنة سواء في الأحواز أو أي بلد في العالم، هو الشعار الأول الذي يرفعه كل من هو “متشيع”.

وحرصت إيران منذ احتلالها لمناطق السنة “الأحواز” على بناء السجون والزج بالأحوازيين داخلها، فيوجد سجن شيبان في مدينة شيبان، الواقعة شمال مدينة الأحواز العاصمة، أما موقع سجن سبيدار فهو يوجد في جنوب شرقي مدينة الأحواز عاصمة، ولا يوجد رجال فقط داخل تلك السجون، فعلى سبيل المثال يضم سجن سبيدار، جنوب شرقي مدينة الأحواز، آلاف السجناء من بينهم عدد من المعتقلات السياسيات العربيات، في قسم النساء، حيث وثقت ناشطات حقوقيات تعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي المستمرين من أجل انتزاع الاعترافات القسرية منهن.

وحول تواجد أسرى الأحوازيين بتلك السجون، قالت تقارير حقوقية، إن مئات السجناء الأحوازيين السياسيين معتقلين في الجناحين 5 و8 من سجن شيبان الخاضع لسيطرة الاحتلال الإيراني، وهناك معتقلات في القسم النسائي في سجن سبيدار سيء السمعة التابع للاحتلال.

أيضا ووفق تقارير إعلامية، كشفتها حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز أن بعد الاحتجاجات التي شهدتها السجون المعتقل بها الأحوازيين بسبب اعتراضهم على السياسات المتبعة داخل السجون بعدم توفير الرعاية الطبية لهم وخوفهم من انتشار فيروس كورونا فيما بينهم، بدأ المعتقلين يواجهون مصير مجهول، بجانب إصابة المئات وقتل ما لا يقل 400 أسير في سجن سبيدار وشيبان.

فهناك ما يزيد على 80 ناشطا سياسيا كانوا محتجزين داخل سجن شيبان نقلوا إلى مكان مجهول بواسطة الأجهزة الأمنية لسلطات الاحتلال الفارسي، بعد تلك الاحتجاجات.

أيضا، وتأكيدا على استمرار اضطهاد سجناء الأحواز، فكشف مراقبون بتعرض الأحوازيين في 2017 و2018 لانتهاكات حقوقية بالجملة إذ واصل الاحتلال الفارسي سحق كل الأصوات التي تنادي بأبسط الحقوق بعد عدة تظاهرات أطلق عليها “انتفاضة الأرض، وانتفاضة الكرامة، وانتفاضة العطش”.

وشهدت الأحواز في عام 2018 أكبر نسبة للاعتقالات، حيث وصل عدد المعتقلين طيلة السنة إلى أكثر من 70 ألف معتقل بعد عملية المنصة التي كسرت هيبة الحرس الثوري الإيراني في عُمق الأراضي الأحوازية.

أما في 2019 فاستمرت الاعتقالات التي تطال النشطاء والشعراء الأحوازيين على مدار العام بالإضافة لازدياد حالات الإعدام التي طالت الأحوازيين دون محاكمة كل ذلك بالإضافة لاعتقال الاحتلال الإيراني 24 شخصًا في الإقليم العربي المحتل، بتهم بث الشائعات والأخبار الكاذبة حول السيول التي اجتاحت الإقليم على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن انتقد النشطاء محاولة الاحتلال الفارسي تهجير العرب من الأحواز بافتعال السيول.

أما في عام 2020 فمنذ بدء العام ومع اشتعال الثورة الأحوازية ضد الاحتلال الفارسي طالت سلطات الاحتلال الفارسي نشطاء الأحواز والشعراء عبر حملات مداهمة واسعة بالإضافة إلى ملاحقة ذويهم والمعترضين على اعتقالهم.

ولا يخلو أيضا العام 2021، وفق المنظمة الأحوازية لحقوق الإنسان، من استهداف المكون السني و اعتقال أبناء السنة و الذي تعتبره إيران تهديدأ على أمنها القومي الفارسي رغم الاعترافات و النصوص القانونية الإنسانية و الدولية بحق الأفراد في حريتهم بممارسة معتقداتهم و افكارهم و طقوسهم.

ووثقت المنظمة أسماء العشرات من المعتقلين الأحوازيين بتهمة التسنن بعد تخليهم عن المذهب الشيعي الذي تتبناه السلطات الإيرانية ولكنها تضطهد الأحوازيين بشيعتهم و سنتهم.

إعدامات جماعية وإخفاء جثث النشطاء

مؤخرا، وعلى طريق استمرار الانتهاكات بحق الأحواز، أعلنت منظمة العفو الدولية قبل أيام، أن إيران أعدمت 4 سجناء من الأحواز وترفض تسليم جثثهم لذويهم.

وكانت المنظمة حذرت في فبراير الماضي، من مغبة إعدامهم بعد ما صدر الحكم ضدهم من قبل محكمة الثورة الإيرانية بناء على اعترافات قسرية مأخوذة تحت التعذيب.

وقالت السلطات الإيرانية إنها نفذت أحكام الإعدام الصادرة ضد كل من علي الخزرجي وحسين السيلاوي وجاسم الحيدري وناصر الخفاجي في سجن سبيدار بمدينة الأحواز العاصمة.

لكن “منظمة حقوق الإنسان الأحوازية” قالت إن السلطات أدرجت اسم الخفاجي ضمن المعدومين بينما كان هذا المعتقل قد قتل تحت التعذيب خلال احتجاجات سجن سبيدار، العام الماضي.

وقالت المنظمة إن “الاستخبارات الإيرانية تنشر تهما وسيناريوهات ملفقة ضد الناشطين الأحوازيين الذين أعدمتهم لتبرير هذه الجريمة التي تمت خلف الأبواب المغلقة ودون أدنى المعايير القانونية”.

وأخفت السلطات الإيرانية الحقيقة الكاملة حول مصيرهم وكذلك موقع قبورهم، كما رفضوا إعادة جثثهم إلى عائلاتهم.

توطين الفرس والتهام الأحواز (العرب)

ويعاني الأحواز من انتهاكات إيران لبلدهم منذ سنوات، تذوقوا خلالها مرارة المستعمر الفارسي، والقمع الأمني، حيث تم توطين الفرس مكان العرب، كما غيرت المسميات العربية للشوارع، والمناطق الأحوازية إلى مسميات إيرانية، وكذلك منع تعلم اللغة العربية، مع إجبار الناس على تعلم الفارسية، حتى الزي العربي منعته إيران.

في سياق آخر، ورغم ما يعانيه العالم من أزمات ومتاعب جراء انتشار جائحة كورونا، في كل بلدان العالم، نال الأحواز أيضا قسطا من تلك المعاناة داخل السجون.

فمع انتشار تلك الجائحة في إيران قبل عام، والتي صنفت طهران وقتها واحدة من أكثر بلدان العالم تضررا جراء انتشار الفيروس بأراضيها، وحين دفع الوباء النظام إلى الإعلان عن إطلاق سراح 85 ألف سجين بشكل موقت من أجل الحدّ من خطر انتشار الفيروس في السجون المكتظة، غير أن سياسة العفو هذه استثنت عشرات الآلاف من السجناء الأحواز الذكور والإناث المعتقلين السياسيين.

وبعد أن بعث إعلان العفو الأمل في نفوس عوائل هؤلاء السجناء السياسيين، سرعان ما تبدّدت الآمال عند الاطلاع أن أيًا من هؤلاء الأحوازيين لم يشملهم القرار، وقد تأججت التوترات الناتجة عن ذلك وترتبت نتائج فتاكة.

وسلط السجناء الأحوازيون، الذين حاولوا الفرار من السجون وبتبع ذلك سقوط عشرات القتلى منهم، الضوء على الوضع الخطير في السجون الإيرانية في إقليم الأحواز المحتل من قبل إيران، علاوة على ذلك، فإن محاولة هروبهم هي أحد الأمثلة لإثبات الحقائق الواقعية حول تفشي الفيروس بمناطقهم.

في 30 و31 مارس، من العام الماضي، تردّد أن قوات الأمن الإيرانية قتلت وتسببت بإصابة العشرات من السجناء الأحوازيين الذين كانوا يحاولوا الفرار بسبب الظروف الخطيرة في سجن شيبان، سبيدار وسجن عبادان، وسط إصابة الكثير من المعتقلين الآخرين.

وفي التوقيت ذاته، تمّ الإعلان عن مشاهد مرعبة مماثلة في سجن شيبان الذي أصابه الفيروس بدوره والواقع في مدينة الأحواز والتي تعد عاصمة إقليم الأحواز في الأول من أبريل، حيث دفع فيروس كورونا ونفي مسؤولي السجن وجود أي عفو أو إطلاق سراح، بالسجناء إلى استخدام الوسائل نفسها التي لجأ إليها نظراؤهم في سجن سبيدار.

حينها، أصدرت “منظمة العفو الدولية” بيانا عبّرت فيه عن قلقها الكبير بشأن سلامة المعتقلين على ضوء وباء كورونا، بما في ذلك مخاوف بشأن السجناء السياسيين الأحوازيين في سجنيْ سبيدار وشيبان. وحضّ البيان النظام الإيراني على تحرير السجناء من دون فرض شروط كفالة متشددة يتعذر على غالبية الأسر الأحوازية الإيفاء بها.

ويعاني الإقليم المحتل، والذي يبلغ عدد سكانة أكثر من 12 مليون عربي، وعلى الرغم من ثروة الأحواز من الموارد الطبيعية، إلا أن الإقليم يعاني من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي الشديد ومستويات عالية من تلوث الهواء والماء، أدى استمرار نقص الاستثمار في إقليم الأحواز المحتل من قبل إيران إلى تفاقم الفقر والتهميش والإهمال المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الفارسي.

ويواجه الأحوازيون تمييزًا راسخًا يحد من المساواة في الحصول على التعليم والتوظيف والسكن اللائق والمناصب السياسية، على الرغم من الدعوات المتكررة للتنوع اللغوي، تظل اللغة الفارسية هي اللغة الوحيدة للتعليم في الأحواز.

وفي هذا السياق قال القيادي الأحوازي البارز ميثاق عبدالله زعيم حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، إن استمرار طهران علي تنفيذ أحكام الاعدام بحق الأسرى القابعين في سجونها في أواسط الشهر الجاري عمل غير قانوني وينافي الأعراف والقوانين الدولية ويمكن تعريفة جرائم ضد الإنسانية.. يجب إلزام دولة الاحتلال الفارسي إيران بالاعتراف بالأسرى الأحوازيين كأسرى حرب، لنيل حق تقرير المصير.

 

 

القيادي الأحوازي البارز ميثاق عبدالله زعيم حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

 

وأضاف عبدالله في تصريحات خاصة لـ”مصر العربية” قائلا: إصرار طهران علي استمرار تنفيذ أحكام الإعدام بحق الأسري الأحوازيين وممارسة شتى أنواع التعذيب بحقهم، يشرع لمقاومتنا الأحوازية التعامل بالمثل وأكد ان من الان فصاعداً لا حصانة لأي هدف إيراني امام بنادق كتائبهم البطلة.

وتوعد إيران قائلاً؛ علي الاحتلال الفارسي ان يكون علي يقين تام ان هذه الجرائم لن تتمرر مرور الكرام وعليه أن ينتظر الرد الموجع في الوقت والمكان المناسبين من حركة رواد النهضة وكتائبها الباسلة، وقد أعذر من أنذر.

 

وتعتبر حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز من أبرز التنظيمات الأحوازية المناهضة للاحتلال الفارسي والوجود الإيراني في الأحواز ومتخذة من الكفاح المسلح وسيلة لتحرير كامل أراضي الأحواز من الاحتلال الإيراني.

 

كما صنفت طهران في يوليو عام 2020م حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز كحركة إرهابية تهدد الأمن القومي الإيراني ووضعت زعيمها “ميثاق عبدالله” المقيم في العاصمة الأسترالية “كانبرا” على قائمة أبرز المطلوبين بتهمة التورط بلإرهاب كما طالبت الوزارة الخارجية الإيرانية، السلطات الأسترالية بتسليم ميثاق عبدالله للنظام الإيراني وفي المقابل رفضت السلطات الأسترالية تسليمة تحت أي قيد أو شرط، ولم تستطع طهران وحتى الآن الوصول إلى مطلوبها الأول.

 

المصدر: مصر العربية

مشاركة المقال

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *