مناهضون
أقدم الشاب أحمد مجاهد بالدي، البالغ من العمر 20 عاماً ومن أبناء حي الزيتون في الأحواز، صباح الأحد 3 تشرين الثاني 2025، على إحراق نفسه بعد أن قامت قوات بلدية المنطقة الثالثة يرافقها عناصر من الشرطة الإيرانية بهدم دكّان والده في منتزه الزيتون دون أي إنذار مسبق.
وبحسب شهود عيان، كانت زوجة مجاهد بالدي وولدها أحمد داخل الدكان أثناء عملية الهدم، وحاولا بشجاعة منع الجرافة من تدمير مصدر رزق العائلة. غير أنّ نائب مدير الخدمات في بلدية المنطقة الثالثة تعامل بعنف، إذ أمسك بيد السيدة ودفعها إلى خارج المكان بطريقة مهينة.
هذا المشهد المهين دفع أحمد إلى سكب البنزين على جسده وإشعال النار بنفسه احتجاجاً على الظلم. وأكد الشهود أنّ بعض عناصر البلدية والشرطة اكتفوا بالمشاهدة والضحك بدل إنقاذه.
نُقل أحمد إلى مستشفى طالقاني في الأحواز وهو يعاني من حروق تغطي نحو 70% من جسده، ووُصفت حالته بالحرجة.
يُذكر أن والدَه مجاهد بالدي كان قد حصل قبل 25 عاماً على ترخيص رسمي من البلدية لافتتاح مطعم ودكان صغير في المنتزه، وهو من القلة القليلة من أصحاب الدكاكين العرب بين أكثر من 400 دكان في المدينة.
إلا أنّه واجه في السنوات الأخيرة حملات تضييق وتمييز متكررة هدفت إلى نزع ملكيته.
وفي سياق متصل، شهدت عائلة بالدي مأساة أخرى العام الماضي، حين أقدم كمال بالدي، وهو أحد أقارب أحمد، على الانتحار بعد فصله من عمله في شركة فولاذ الأحواز ومعاناته من البطالة والفقر.
إنّ ما حدث لأحمد البالدي يعكس بوضوح عمق الظلم والتمييز الذي يعانيه أبناء الشعب العربي في الأحواز، ويؤكد أنّ سياسة الإهانة والإفقار الممنهج ما زالت تحصد أرواح الأبرياء.





